الاثنين، ٧ يناير ٢٠١٣

مصطفي النحاس يتولي زعامة الوفد


بعد استقالة وزارة سعد زغلول ، تشكلت وزارات عديدة برئاسة زيور باشا، و عدلي يكن، و عبد الخالق ثروت. و حاول الوزراء الإنحناء للعاصفة و إبداء مرونة في التفاوض مع الإنجليز، و لكن المفاوضات لم تسفر عن شئ.
بعد وفاة سعد زغلول عام 1927م، تولي مصطفي النحاس رئاسة الوفد، و شكل وزارة إئتلافية سرعان ما انهارت تحت وطأة المناورات الحزبية و الملكية و الإنجليزية
بعد أن أقال الملك وزارة مصطفي النحاس في 25 يونيو 1928م، كلف محمد محمود القائم بأعمال رئيس الأحرار الدستوريين بتشكيل الوزارة الجديدة .
كان محمد محمود يتمتع بمساندة قوية من دار المندوب السامي و كان ذو شخصية قوية، فأراد أن يسيطر علي الشارع السياسي فعلق دستور 1923 م و عطل البرلمان، و دخل في مفاوضات مع الإنجليز بشأن الاستقلال عرفت بمفوضات محمد محمود- هندرسون. ثم رأت دار المندوب السامي  أهمية تشكيل وزارة لها شعبية لتوقيع الاتفاق الناجم عن المفاوضات ، فاستقالت وزارة محمد محمود في  أكتوبر 1929م ، وأضطر الملك لإعادة الحياة النيابية فكلف عدلي يكن بتشكيل حكومة انتقالية و إجراء الانتخابات التي فاز فيها حزب الوفد بأغلبية ساحقة. و شكل مصطفي النحاس وزارة وفدية.
كان العداء بين وزارة مصطفي النحاس و الملك فؤاد شديداً حتي أن الوزارة لم تمكث أكثر من 6 أشهر ، فبعد فشل مفاوضات النحاس- هندرسون أستغل الملك فؤاد الموقف و أخذ يتعمد تعطيل المراسيم الحكومية في عدة أمور حتي قام النحاس باشا بتقديم استقالته في 17 يونية 1930 و انهي بذلك وزارته الثانية التي لم تمكث أكثر من ستة أشهر نتيجة مؤامرات الملك فؤاد.
كلف الملك اسماعيل صدقي بتشكيل الوزارة. فقام اسماعيل صدقي بحل البرلمان و إلغاء دستور 1923م، و أصدر دستوراً جديداً عام 1930 سمي بدستور صدقي. و في هذا الدستور ازدادت سلطات الملك قوة و زاد عدد النواب المعينين من قبل الملك.
و لقد رفض الوفد و الحرار الدستوريين الدستور و اسموه  دستور الحكومة بدلاً من دستور الأمة.
كما وضع اسماعيل صدقي قانوناً جديداً للإنتخابات و شكل حزباً هو حزب الشعب، و خاض به المعركة الإنتخابية التي قاطعها الوفد ، فحصل صدقي علي أغلبية مطلقة في البرلمان.
كانت تلك الإجراءات التعسفية مستفزة للشعب فتحولت الشوارع إلي ساحات قتال بين الطلبة و الأهالي من ناحية و البوليس من ناحية أخري. واستخدم اسماعيل صدقي أقسي أنواع البطش لإيقاف الإضطرابات حتي قيل أن الإجراءات البوليسية التي اتخذتها هذه الوزارة تعادل ما حدث في ثورة 1919م
و لكن اسماعيل صدقي الموالي للملك لم يكن يتخيل أن تأتيه الطعنة من الملك نفسه الذي خشي علي سلطته من سلطة رئيس وزرائه القوي فقرر التخلص منه، و بالفعل تقدم إسماعيل صدقي باستقالته من الوزارة في 31 سبتمبر 1933م. و كلف الملك عبد الفتاح يحيي باشا من حزب الشعب أيضاً بتشكيل الوزارة.
و لكن المندوب السامي ما لبث أن تدخل بعد استفحال ديكتاتورية الملك فؤاد و اقصائه لحزب الأغلبية مما ينذر بانفجار شعبي ، فضغط المندوب السامي سير مايلز لامبسون Sir Miles Lampson علي القصر لتنحية رئيس الوزراء الموالي له، و بالفعل استقال عبد الفتاح يحيي في نوفمبر 1934م و تشكلت وزارة برئاسة توفيق نسيم الوفدي و كانت وزارة مدعومة من الوفد و المندوب السامي، و كان أول عمل لها هو إلغاء دستور 1930 و إعادة العمل بدستور 1923م.

0 comments:

إرسال تعليق