محمود فهمي النقراشي هو من أشهر من تولي رئاسة الوزراء في مصر قبل الثورة نظراً لارتباط اسمه بأحداث شهيرة، منها حادثة كوبري عباس، و قرار دخول مصر حرب فلسطين و قرار حل جماعة الإخوان المسلمين، و هو القرار الذي تسبب في اغتياله في النهاية.
نشأ محمود فهمي النقراشي في أسرة فقيرة، حصل علي دبلوم المعلمين، و أوفده سعد زغلول في بعثة إلي إنجلترا، و عين بعد عودته مدرساً ثم ناظراً لمدرسة رأس التين بالأسكندرية.
شكل النقراشي مع أحمد ماهر الحزب السعدي علي اعتبار أنه يمثل أفكار سعد زغلول، و ذلك بعد انفصالهم عن حزب الوفد سنة 1937م.
كان النقراشي في شبابه مناضلاً للاحتلال الإنجليزي، اتهم في قضية اغتيال السردار سرلي ستاك حاكم السودان و قضية الاغتيالات الكبري، و لكنه نال البراءة.
تولي النقراشي باشا رئاسة الوزراء مرات عديدة، منها الوزارة التي تشكلت في 24 فبراير 1945م بعد اغتيال أحمد ماهر. و لقد جاءت هذه الوزارة في جو تسوده الاضطرابات و المظاهرات التي عمت في كل مكان، و تصدي لها النقراشي بعنف شديد، و منها مظاهرة الطلبة التي خرجت من جامعة فؤاد الأول ( القاهرة ) إلي قصر عابدين و سلكت كوبري عباس، و تصدي لهم البوليس و حاصرهم ووقع ما عرف باسم حادث كوبري عباس.
ثم تولي النقراشي الوزارة مرة أخري في 9 ديسمبر 1946م بعد استقالة وزارة اسماعيل صدقي. و هذه هي الوزارة التي اتخذت قرار دخول مصر الحرب في فلسطين.
كما أنه أقدم علي قرار حل جماعة الإخوان المسملين في 8 ديسمبر 1948م، و هو القرار الذي أوغر صدر شباب الجماعة، فقام شاب يرتدي ملابس ضابط شرطة باطلاق رصاصتين علي النقراشي باشا و هو في طريقه إلي مصعد مبني وزارة الداخلية صباح يوم الثلاثاء 28 ديسمبر 1948م .
ألقي القبض علي القاتل عبد المجيد أحمد حسن الطالب بكلية الطب البيطري الذي اعترف بجريمته و بررها بتقاعس النقراشي عن القيام بأي عمل إيجابي للحفاظ علي وحدة مصر و السودان، و تهاونه في قضية فلسطين و قراره بحل جماعة الإخوان المسلمين.
تمسك القاتل في البداية بقوله أنه ليس له شركاء، و لكنه اعترف في النهاية باشتراك أربعة آخرين في التخطيط و التنفيذ و هم : محمد مالك و عاطف عطيه حلمي و شفيق إبراهيم أنس و محمد كامل سعيد.
حكم علي عبد المجيد بالاعدام شنقاً ، وعلي زملائه الخمسة بالسجن مدي الحياة.
0 comments:
إرسال تعليق