هو الثائر الكبير الكاتب و الشاعر و الخطيب و الصحفي ، و لد بالأسكندرية عام1261 هج/ 1843 م، و حفظ القرآن الكريم و حضر دروس بعض المشايخ في الأسكندرية. عمل موظفاً بالبرق و تاجراً و مدرساً.
اشتغل بتنظيم الجمعيات الخيرية التعليمية، فكان له دور ملحوظ في تكوين “الجمعية الخيرية الإسلامية” ، ثم انصرف إلي الصحافة فاشتغل بالتحرير السياسي بجريدة المحروسة و “العصر الجديد” . ثم جاء إلي القاهرة و تعرف علي محمود سامي الباروديي، و أنضم معه لمطالب العرابيين.
اشترك في الثورة العرابية عام 1881 م بقلمه و لسانه، و أصدر مجلة ‘التنكيت و التبكيت’ لمؤازرة الثورة العرابية، فكان عددها الأول بتاريخ 6 يونيو 1881 م و عددها الأخير بتاريخ 23 أكتوبر 1881م. ثم جاء إلي القاهرة و أصدر مجلة ‘اللطائف’، لسان حال الثورة. و أنضم إلي أحمد عرابي و محمود سامي البارودي في معركة التل الكبير ضد الجيش البريطاني و التي انتهت بهزيمة العرابيين.
و بعد فشل الثورة العرابية و دخول الإنجليز مصر، اختفي عبد الله النديم عن الأنظار، و حُكم عليه غيابياً بالنفي، و رصدت سلطات الاحتلال و الخديو توفيق 1000 جنيه لم يرشد عنه. و لكن الأهالي، و في بعض الأحيان الشرطة نفسها، تستروا عليه و أخفوه في بيوتهم عن سلطات الاحتلال. فهو في نظرهم الثائر البطل الذي تصدي بقلمه لخيانة توفيق و ديكتاتوريته و ظلم الاحتلال و جبروته.
كان عبد الله النديم بارعاً في التخفي و انتحال شخصيات كثيرة، و كان بارعاً في التنكر و تغيير الصوت و اللهجة ، كما كان يتمتع بذكاء و سرعة بديهة. و أصبحت نوادر اختفاؤه و هروبه من الحكايات الشعبية، مثل قصص أدهم الشرقاوي.
ظل عبد الله النديم مختفياً لمدة تسع سنوات، حتي ُقبض عليه عام 1891 م في إحدي قري محافظة الغربية. و أمر الخديو توفيق بنفيه، فأختار يافا لقربها من بيت المقدس. و ظل بيافا عدة أشهر حتي توفي الخديو توفيق، و خلفه الخديو عباس حلمي الثاني الذي أصدر عفواً عن النديم عام 1982 م.
و لكن النديم لم يركن إلي السكون بعد عودته، فعاد يدعو الناس إلي مقاومة الاستعمار و توحيد الأقطار الإسلامية و الشرقية ضد المستعمر الأجنبي. فأصدر الخديو أمراً بنفيه مجدداً خارج مصر. فذهب إلي يافا ثم إلي القسطنطينية، و عُين هناك مفتشاً للمطبوعات بالباب العالي.
و في القسطنطينية ألتقي بجمال الدين الأفغاني، و دامت الصحبة بينهما، حتي توفي عبد الله النديم من مرض السل في 10 أكتوبر 1896 م.
0 comments:
إرسال تعليق