السبت، ١٢ يناير ٢٠١٣

قاهرة المعز > حكاية أثر

قاهرة المعز هي المدينة التي بناها جوهر الصقلي لتكون مقر الخليفة الفاطمي بعد الفتح الفاطمي لمصر سنة 969م. أرسل الخليفة الفاطمي المعز لدين الله قائده جوهر الصقلي لفتح مصر،  و تمكن جوهر من دخول مصر دون قتال و دخل الفسطاط في 17 شعبان سنة 358 هج / 7 يوليو سنة 969 م .
حرص جوهر ليلة وصوله علي انشاء حاضرة (عاصمة) للخلافة الفاطمية،  فنظر إلي السهل الرملي الواقع شمالي الفسطاط ، و كان يخلوا من المباني إلي البستان الكافوري و دير فسيح يطلق عليه دير العظام و حصن صغير يسمي قصر الشوك. فاختط مدينته و أحاطها بسياج علق عليه أجراس ، و عندما تدق هذه الأجراس تكون إذاناً ببدأ العمل في بناء المدينة.
و ظل جوهر يترقب ظهور كوكب ميمون الطالع ليبدأ العمل في البناء . ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان إذ حط فوق أحد الحبال المعلق عليها الأجراس غراب فدقت الأجراس ، فظن العمال أن هذه إشارة بدء العمل ببناء المدينة فشرعوا في البناء.
و ظهر أن إشارة بدء العمل التي تسبب فيها الغراب قد توافقت مع ظهور كوكب المريخ ، قاهر الفلك كما يطلقون عليه ، فرفع جوهر الأمر للخليفة الفاطمي الذي كان مشتغلاً بالتنجيم فوافق علي نسبة المدينة الجديدة للكوكب القاهر و اسموها القاهرة.
و لقد شملت القاهرة أول الأمر قطعة من الأرض مساحتها 340 فداناً علي شكل مربع طول ضلعه 1200 متر تقريباً، و كانت تمتد من منارة شمالاً حتي باب زويلة جنوباً و أحاطها جوهر بسور من اللبن، و يقع في هذا السور ثمانية أبواب هي: باب زويلة و باب الفرج من الجنوب ، باب الفتوح و باب النصر في الشمال، و باب القراطين ( المحروق) و باب البرقية في الشرق و باب السعادة و باب القنطرة في الغرب.
و يحد المدينة من الشرق تلال المقطم ، و من الغرب الخليج الكبير و من الجنوب مدينة القطائع التي بناها أحمد بن طولون.
و لقد نمت القاهرة و اتسعت و ذاعت شهرتها فأعجب بها الرحالة الفارسي ناصر خسرو الذي زار مصر ما بين سنتي 1047 و 1049 م،  فذكر أن حوانيتها ( دكاكينها) لم تقل عن عشرين ألفاً و خاناتها و حماماتها لا يمكن حصرها. و كانت أبنيتها أعلي من الأسور الحصينة للمدينة ، و في كل منها خمس أو ست طبقات.  و كانت البيوت في المدينة مبنية بناءً نظيفاً و كانت مفصولة بعضها عن بعض بحدائق يرويها مياه الآبار.



0 comments:

إرسال تعليق