الخميس، ٣ يناير ٢٠١٣

السلطان الكامل و الحملة الصليبية الخامسة علي مصر 1218م


هزيمة الحملة الصليبية الخامسة
تولي الكامل بعد ابيه العادل سنة 615 هج/ 1218م في ظروف حرجة حيث استولي الصليبيون علي دمياط ، فراح يستجد بالمسلمين من حوله ، و لكن حكام المسلمين كانوا في هول من هجمات المغول التي  بدأت تدق أبواب بغداد بعد أن اكتسحت جحافلهم بخاري و سمرقند و بالكاه و حولتها إلي خرائب ، و سوت القصور و المكتبات و المدارس و المساجد بالأرض و استعملتها اصطبلات للخيل.
لذلك عمد السلطان الكامل إلي أن يتصل بالصليبيين ليفاوضهم و عرض عليهم أن يتنازل عن بيت المقدس مقابل أن يخرج الصليبيون من دمياط. و لم يتردد إمبراطور فريدريك في أن يقبل
رسم تخيلي لاستيلاء الصليبيين علي دمياط في الحملة الصليبية الخامسة
هذا العرض السخي. و لكن البابا في روما رفض العرض و وبخ الإمبراطور فريدريك علي قبوله العرض. فعرض السلطان الكامل عرض أسخي و هي أن يتنازل عن نابلس و صيدا و عسقلان و طبرية و اللاذيقية و سائر ما فتحه السلطان صلاح الدين من بلاد الساحل. و لكن البابا رفض هذا كله و هدد فريدريك أن ينزع منه مملكته في أوروبا إذا عقد صلحاً مع المسلمين. فلم يبق للسلطان الكامل إلا ان يقاتل ليحرر دمياط من الصليبيين.
كان الموقف ينبئ بانتصار الصليبيين فهم أكثر سلاحا وعدة ،و لكنهم لم يكونوا يعرفون طبيعة الأرض المصرية و ما تمتلئ به من قنوات الماء. فلما تقدم الصليبيون قليلاً قام المصريون بفتح سدود المياه من كل جانب فتدفقت المياه و أغرقت القوات الصليبية في بحر من الوحل و لم يستطيعوا التقدم خطوة واحدة ،فشقوا طريقهم وسط الوحلة مرتدين إلي الشاطئ و استقلوا سفنهم عائدين إلي بلادهم سنة 1221، و بذلك فشلت الحملة الصليبية الخامسة.
تنازل السلطان الكامل عن القدس للصليبيين
ظل السلطان الكامل علي خوفه من الصليبيين الذين بدأوا يستهدفون مصر في حملاتهم، و ظل يلوح لهم برغبته في الصلح و السلام و ظل يلح عليهم أن يأخذوا القدس مقابل أن يتركوه آمناً مطمئناً ، و في النهاية قبل فريدريك الثاني قائد الحملة الصليبية السادسة علي مصرعرض السلطان الكامل و تسلم منه القدس مقابل عدم شن هجمات صليبية جديدة علي مصر.
يروي المقريزي فيقول : إن الملك الكامل أرسل رجاله فنودي بالقدس بخروج المسلمين منها لتسليمه إلي الفرنج ….فاستعظم المسلمون ذلك ، و أكبروه ، ووجدوا من الوهن و التألم مالا يمكن وصفه. …فاشتد البكاء و عظم الصراخ و العويل ، و حضر الأئمة و المؤذنون من القدس إلي مخيم الكامل ، و أذنوا علي بابه في غير وقت الآذان .
السلطان الكامل يعقد صلحاً مع الإمبراطور فريدريك الثاني
و دخل فريدريك القدس و استلمها من القاضي شمس الدين يوم الأحد 18 مارس 1229 م 626 هج، و دخل كنيسة القيامة و توج نفسه ملكاً علي القدس. و بذلك عادت القدس للصليبيين مؤقتاً حتي جاء نجم الدين أيوب و استردها مرة أخري كما سنري
أكمل السلطان الكامل بناء قلعة الجبل ، كما أنشأ مدينة جديدة هي مدينة المنصورة في الموقع الذي انتصر فيه  علي الحملة الصليبية الخامسة.

0 comments:

إرسال تعليق