شكل سعد زغلول أول وزارة يرأسها مصري من أصول ريفية، و سميت وزارة الشعب. و كانت غصة في حلق الملك فؤاد الذي ناصبها العداء.
عرض سعد باشا برنامج وزارته و كان يهدف إلي التخلص من التحفظات الأربعة في تصريح 28 فبراير التي كانت تعوق الاستقلال التام لمصر، فطرح سعد زغلول المطالب الوطنية و هي:
- الاستقلال التام بجلاء القوات الانجليزية عن البلاد
- قيام مصر بمسؤلياتها في حماية قناة السويس
- حرية الحكومة المصرية في وضع سياستها الخارجية
- الحكومة المصرية هي التي تتولي شئون الأقليات و الأجانب
و لكن الحكومة البريطانية رفضت هذه المطالب و ناصبت وزارة سعد العداء.
و جاءتها الفرصة عندما قام أحد المصريين بدافع الوطنية باغتيال سردار الجيش المصري في السودان سيرلي ستاك Sirlee Stack و هو في القاهرة ، فأستغلت الحكومة البريطانية هذا الحادث و وجه لورد اللنبي إنذاراً لوزارة سعد زغلول يطالب فيه:
- أن تقدم الحكومة المصرية اعتذاراً عن هذه الجريمة
- أن تقدم مرتكبي هذه الجريمة و المحرضين عليها للمحاكمة و العقاب
- أن تقدم تعويضاً مقداره نصف مليون جنيه استيرليني للحكومة البريطانية
- أن تسحب القوات المصرية من السودان
- أن تقوم بزيادة مساحة الأراضي المزروعة مقطناً في السودان
كان الإنجليز يهدفون من هذا الإنذار إبعاد مصر عن السودان لتنفرد به بريطانيا ووضع السودان و مصر في تنافس اقتصادي حول محصول القطن و ظهور إنجلترا بمظهر المدافع عن مصالح السودان إزاء مصر.
وافق سعد زغلول علي النقاط الثلاثة الأولي و رفض الرابعة. فقامت القوات الإنجليزية بإجلاء وحدات الجيش المصري بالقوة من السودان، فتقدم سعد زغلول باستقالته.
بعد استقالة سعد زغلول، قام الملك فؤاد بتكليف زيور باشا برئاسة الوزارة كما قام بحل البرلمان. و لكن نواب البرلمان اجتمعوا خارج البرلمان و قرروا التمسك بسعد زغلول في رئاسة الوزراء. فقامت الحكومة البريطانية بإرسال قطع بحرية عسكرية قبالة شواطئ الأسكندرية في مظاهرة تهديدية، لذلك قرر سعد زغلول التخلي عن فكرة رئاسة الوزراء حتي لا يعرض مصر لنكبة أخري مثل ما حدث عام 1882م.
توفي سعد زغلول في 23 أغسطس 1927م و خلفه في رئاسة الوفد مصطفي النحاس.
0 comments:
إرسال تعليق