جامع عمرو يسمي تاج الجوامع، أو المسجد العتيق، و هو أول مسجد أُنشئ في مصر، و كانت مساحته و قت إنشائه 29 مترا * 17 مترا. و أرضه يغطيها الحصي، و كان سقفه منخفض مصنوع من الجريد، محمولاً علي دعامات من جذوع النخل. و كان للجامع ستة أبواب، بابان في كل جانب ما عدا جانب القبلة. و لم يكن له صحن أو مئذنة أو محراب. و لقد شيد عمرو بن العاص له منبراً، و لكن عمر بن الخطاب أمره بازالته قائلاً له : ” أما حسبك أن تقوم قائماً، و المسلمون جلوس عند عقيبيك “.
و البناء الحالي للجامع يختلف تماماً عن بنائه الأصلي، فقد هدم عدة مرات و يعاد بنائه بعد زيادة مساحته، و من أهم التعديلات التي أُجريت علي الجامع كانت في عهد قرة بن شريك والي مصر من قبل الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك سنة 93 هج / 710 م . فقد هدمه و زاد في مساحته و أنشأ فيه محراباً مجوفاً و منبراً خشبياً و مقصورة.
كما زاد في مساحته عبد الله بن طاهر والي مصر من قبل الخليفة العباسي المأمون، فأصبحت 112* 120 متراً .
و يحكي لنا الرحالة ناصر خسرو الذي زار الجامع ( 1045م - 1047 م ) في عهد الخليفة المستنصر الفاطمي ووصفه بأنه كان قائماً علي اربعمائه عمود من الرخام، و كان يوقد في ليالي المواسم بأكثر من اربعمائه قنديل، و يفرش بعشر طبقات من الحصير الملون، و هو مكان اجتماع سكان المدينة الكبيرة، و لا يقل من فيه في أي وقت عن خمسة آلاف من طلاب العلم و الغرباء و الكتاب الذين يحررون الصكوك و العقود.
و لكن الجامع لحقت به أضرار كبيرة من جراء الحرائق التي اشتعلت في الفسطاط و أتت علي المدينة بأكملها سنة 1168 م بأوامر من الوزير شاور في عهد الخليفة العاضد. و كان شاور يريد أن يعيق دخول الصليبيين و الأيوبيين و استلائهم علي المدينة.
كما أن الزلزال الكبير الذي وقع في مصر عام 702 هج / 1303 م قد أضر بكثير من مباني القاهرة و من بينها جامع عمرو الذي تشققت جدرانه و انفصلت اعمدته، فعهد الناصر محمد بن قلاوون إلي الأمير سلار بتعمير الجامع تعميراً شاملاً.
و في سنة 1212 هج / 1797 م أمر مراد بك، حاكم مصر من البكوات المماليك، باصلاح المسجد و صلي فيه الجمعة الأخيرة من رمضان. فدرج الولاة من بعده علي صلاة الجمعة الأخيرة من رمضان في مسجد عمرو أو المسجد العتيق.
0 comments:
إرسال تعليق