تعد حادثة دنشواي في يونية 1906 م آخر فظائع المعتمد البريطاني اللورد كرومر في مصر. و تتلخص الحادثة في أن بعض الضباط الإنجليز خرجوا لصيد الحمام بالقرب من قرية دنشواي، إحدي قري المنوفية. فحذرهم الأهالي أن اقتراب البارود من أجران القمح يمكن أن يشعل حرائق كبيرة. و لكن الضباط الإنجليز لم يهتموا. فحدث أن أخطأت إحدي طلقات البنادق فأصابت إمرأة و قتلتها. فهاج الأهالي علي الضباط و طاردوهم، حتي أصيب أحد الإنجليز بضربة شمس و مات.
و لكن الإدارة البريطانية أستغلت هذه الحادثة لإظهار قسوة شديدة ترهب الحركة الوطنية الصاعدة. فأحالت 52 فلاحاً للمحاكمة و انتهت المحاكمة إلي الحكم بشنق أربعة منهم و معاقبة 12 بالأشغال الشاقة المؤبدة و جلد خمسة.
استغل مصطفي كامل الحادثة في التنديد بالاحتلال في كل من مصر و أوروبا، فقامت إنجلترا بسحب اللورد كرومر في أبريل 1907م و عينت جرورست Sir Eldon Gorst معتمداً بريطانياً خلفاً له في مصر.
كما هاجمت صحيفة اللواء التي أنشأها مصطفي كامل رئيس الوزراء المصري بطرس باشا غالي لموالاته للإنجليز و إصداره احكام بالإعدام و الجلد في حادثة دنشواي، مما أهاج المصريين ضده حتي قام شاب اسمه إبراهيم الورداني باغتياله عام 1910م أثناء خروجه من مقر رئاسة الوزراء،
و تم القبض علي الورداني و حكم عليه بالإعدام. و تعد حادثة اغتيال بطرس غالي هي الثانية في تاريخ مصر الحديث بعد اغتيال كليبر، ثم تتابعت حوادث الاغتيال السياسي في تاريخ مصر الحديث و المعاصر كما سنري.
أدرك مصطفي كامل ضرورة تنظيم الجهود الوطنية بعد حادثة دنشواي فأنشأ نادي المدارس العليا و الحزب الوطني في ديسمبر 1907، و أصدر طبعتين إنجليزية و فرنسية من جريدة اللواء للقارئ الأوروبي.
توفي مصطفي كامل في 10 فبراير 1908م و هو في الرابعة و الثلاثين من عمره، و خلفه في زعامة الحزب الوطني محمد فريد.
0 comments:
إرسال تعليق