فيلم الناصر صلاح الدين من أشهر أفلام السينما المصرية التي تناولت شخصية من أكثر الشخصيات شهرة في التاريخ العربي و الإسلامي، و هي شخصية صلاح الدين الأيوبي الذي طالما تطلعت إليه الشعوب الإسلامية، و العربية بخاصة، كمثال يحتذي به في الزعامة و توحيد الشعوب العربية و قيادتها للخلاص من التهديد الخارجي، فضلاً عما تميزت به الشخصية من بعد إسلامي أضفي عليها جلال و قداسة كبيرين.
و لقد لعب فيلم “الناصر صلاح الدين” دوراً كبيراً في تعريف الأجيال المتعاقبة بهذه الفترة الحاسمة من تاريخ المنطقة و أهم الأحداث و الشخصيات التي لعبت أدواراً مؤثرة في تلك الفترة. و لا نبالغ إن قلنا أن الفيلم يعتبر المرجع الأول للشباب في معلوماتهم عن أحداث تلك الفترة.
لذلك وجدنا أنه من المهم أن نفصل و نبين ما ورد في الفيلم من أحداث و شخصيات هي في الحقيقة شخصيات و أحداث تاريخية واقعية، و ما تم إضافته من شخصيات و أحداث أخري ليست حقيقية و إنما من وحي المعالجة السنيمائية.
نبدأ أولاً ببيان الشخصيات الحقيقية، و تلك التي من وحي كاتب السيناريو. فشخصيات صلاح الدين الأيوبي و أخيه العادل و أرناط و ريتشارد قلب الأسد و فيليب أغسطس و كونراد دي مونفرات هي بالفعل شخصيات حقيقية تاريخية.
أما الشخصيات السنيمائية التي لا علاقة لها بالتاريخ فهي فيرجينيا الجميلة و لويز قائدة الهوسبيتاليين. أما عيسي العوام، فعلي الرغم أنه كان هناك بالفعل شخصية تسمي بهذا الاسم، إلا أنه كان في الحقيقة شخصية مسلمة و مات غرقاً أثناء حصار عكا.
ثم نأتي إلي الأحداث التاريخية، فنذكر من أحداث الفيلم ما لم يرد في كتب التاريخ:
أولاً: المبارزة الشهيرة التي حدثت بين صلاح الدين الأيوبي و السفاح أرناط هي من قبيل المعالجة السنيمائية، فطبقاً لكتب التاريخ، عندما أُحضر أرناط إلي خيمة السلطان مكبلاً في أصفاده، قال له صلاح الدين ” ها أنا انتصر لمحمد صلي الله عليه و سلم”. و ذلك رداً علي قول أرناط للأسري المسلمين الذي أسرهم عندما خرق الهدنة و هاجم قوافل المسلمين الأمنة، فعندما ذكروه بالهدنة الموقعة بين صلاح الدين و ملك بيت المقدس، قال لهم ” قولوا لمحمدكم يخلصكم”.
ثم عرض صلاح الدين علي أرناط اعتناق الإسلام، فأبي أرناط. فأخذ صلاح الدين خنجره المعقوف و ضرب ذراع أرناط ففصله عن كتفه، ثم قامت حاشية صلاح الدين بقطع رأسه.
ثانياً : و كذلك فإن إصابة ريتشارد “بسهم عربي مسموم” بمؤامرة من الدوق آرثر هي أيضاً من وحي خيال كاتب السيناريو.
ثالثاً: و بالطبع فإن قصة الحب بين عيسي العوام و لويز و نهايتها السعيدة هي من قبيل المعالجة السنيمائية.
أما باقي الأحداث الرئيسية في الفيلم فهي بالفعل حقيقية وفقاً لكتب التاريخ التي تناولت تلك الفترة.
0 comments:
إرسال تعليق