الخميس، ١٠ يناير ٢٠١٣

فيلم “الناصر صلاح الدين” بين التاريخ و المعالجة السينمائية

فيلم الناصر صلاح الدين من أشهر أفلام السينما المصرية التي تناولت شخصية من أكثر الشخصيات شهرة في التاريخ العربي و الإسلامي، و هي شخصية صلاح الدين الأيوبي الذي طالما تطلعت إليه الشعوب الإسلامية، و العربية بخاصة، كمثال يحتذي به في الزعامة و توحيد الشعوب العربية و قيادتها للخلاص من التهديد الخارجي، فضلاً عما تميزت به الشخصية من بعد إسلامي أضفي عليها جلال و قداسة كبيرين.
أفيش فيلم الناصر صلاح الدين
و لقد لعب فيلم “الناصر صلاح الدين” دوراً كبيراً في تعريف الأجيال المتعاقبة بهذه الفترة الحاسمة من تاريخ المنطقة و أهم الأحداث و الشخصيات التي لعبت أدواراً مؤثرة في تلك الفترة. و لا نبالغ إن قلنا أن الفيلم يعتبر المرجع الأول للشباب في معلوماتهم عن أحداث تلك الفترة.
لذلك وجدنا أنه من المهم أن نفصل و نبين ما ورد في الفيلم من أحداث و شخصيات هي في الحقيقة شخصيات و أحداث تاريخية واقعية، و ما تم إضافته من شخصيات و أحداث أخري ليست حقيقية و إنما من وحي المعالجة السنيمائية.
نبدأ أولاً ببيان الشخصيات الحقيقية، و تلك التي من وحي كاتب السيناريو. فشخصيات صلاح الدين الأيوبي و أخيه العادل و أرناط و ريتشارد قلب الأسد و فيليب أغسطس و كونراد دي مونفرات هي بالفعل شخصيات حقيقية تاريخية.
أما الشخصيات السنيمائية التي لا علاقة لها بالتاريخ فهي فيرجينيا الجميلة و لويز قائدة الهوسبيتاليين. أما عيسي العوام، فعلي الرغم أنه كان هناك بالفعل شخصية تسمي بهذا الاسم، إلا أنه كان في الحقيقة شخصية مسلمة و مات غرقاً أثناء حصار عكا.
ثم نأتي إلي الأحداث التاريخية، فنذكر من أحداث الفيلم ما لم يرد في كتب التاريخ:
أولاً: المبارزة الشهيرة التي حدثت بين صلاح الدين الأيوبي و السفاح أرناط هي من قبيل المعالجة السنيمائية، فطبقاً لكتب التاريخ، عندما أُحضر أرناط إلي خيمة السلطان مكبلاً في أصفاده، قال له صلاح الدين ” ها أنا انتصر لمحمد صلي الله عليه و سلم”. و ذلك رداً علي قول أرناط للأسري المسلمين الذي أسرهم عندما خرق الهدنة و هاجم قوافل المسلمين الأمنة، فعندما ذكروه بالهدنة الموقعة بين صلاح الدين و ملك بيت المقدس، قال لهم ” قولوا لمحمدكم يخلصكم”.
ثم عرض صلاح الدين علي أرناط اعتناق الإسلام، فأبي أرناط. فأخذ صلاح الدين خنجره المعقوف و ضرب ذراع أرناط ففصله عن كتفه، ثم قامت حاشية صلاح الدين بقطع رأسه.
ثانياً : و كذلك فإن إصابة ريتشارد “بسهم عربي مسموم” بمؤامرة من الدوق آرثر هي أيضاً من وحي خيال كاتب السيناريو.
ثالثاً: و بالطبع فإن قصة الحب بين عيسي العوام و لويز و نهايتها السعيدة هي من قبيل المعالجة السنيمائية.
نادية لطفي في شخصية لويز في فيلم الناصر صلاح الدين
أما باقي الأحداث الرئيسية في الفيلم فهي بالفعل حقيقية وفقاً لكتب التاريخ التي تناولت تلك الفترة.


0 comments:

إرسال تعليق