الخميس، ٣ يناير ٢٠١٣

السلطان طومانباي و زوال دولة المماليك


السلطان طومان باي و نهاية الدولة المملوكية
ارتدت فلول جيش المماليك المنهزمة أمام العثمانيين عائدة إلي مصر و دخلت القاهرة في أكتوبر عام 1516 م. و قاموا بتولية طومان باي خلفاً لقنصوه الغوري.
 رفض طومان باي إنذار سليم الأول بإخضاع مصر لسلطان العثمانيين. و أخذ يستحث المماليك للخروج لملاقاة جيش العثمانيين قبل أن يدخلوا مصر. و لكنهم تقاعسوا حتي دخل عليهم العثمانيون مصر ووصلوا إلي الصالحية.
تقابل جيش المماليك و جيش العثمانيين بقيادة طومانباي عند الريدانية في موقعة طاحنة عام 1517م ، و قتل من العثمانيين الكثير، و لكنهم استماتوا في القتال، و استخدم سليم الأول مرة أخري الخونة من المماليك لنقل أخبار الجيش إليه. و انهزم جيش المماليك مرة أخري، و لما استيأس من النصر، هرب طومانباي و من معه إلي داخل القاهرة. و حاولوا الهجوم علي معسكر العثمانيين أكثر من مرة، و لكن دون جدوي.
 دخل سليم الأول القاهرة من باب النصر، و عسكر داخل المدينة. و انطلقت جنوده تبحث عن طومانباي في كل مكان، حتي وشي به احد مشايخ العربان الذي كان طومانباي مختبئاً عنده، فشنقه سليم الأول و علقه علي باب زويلة في 23 ربيع الأول 923 هج / 15 أبريل 1517 م . و ظل جسده مصلوباً لمدة ثلاثة أيام ثم دفن.
 و لقد بكاه الناس كثيراً لشجاعته و إبائه و نبله. و بذلك انتهي عهد المماليك الذي استمر 250 عاماً و تحولت مصر إلي ولاية عثمانية و ظلت كذلك لمدة ثلاثة قرون كاملة من 1517 إلي 1798 م عند مجئ الحملة الفرنسية.
 استمرت دولة المماليك في مصر لأكثر من قرنين و نصف من الزمان ( 250 سنة) من سنة 1250م إلي 1517م .و تنقسم إلي قسمين : مماليك البحرية من اصول تركية و كانوا يعيشون في معسكرات علي النيل في الروضة و حكموا من سنة 1250 إلي 1390م من خلال 24 سلطاناً ، و القسم الآخر المماليك البرجية من أصل قوقازي و كانوا يعيشون في أبراج حول قلعة القاهرة (قلعة الجبل) و حكموا من سنة 1390 م إلي 1517 م  من خلال 23 سلطاناً و انتهي حكمهم حين تغلب عليهم العثمانيين الأتراك بقيادة سليم الأول.
 و تميزت دولة المماليك أنها لم تكن دولة عائلية يتم توارث السلطة في داخل عائلة واحدة مثل الدولة الأيوبية مثلاً أو الخلافة الفاطمية، و إنما كانت دولة من قواد العسكر ، و كان السلطان المملوكي هو الأقوي من بين زملائه و هو يملك القوة العسكرية التي تضمن له السيطرة و الحكم. هذه المنافسة بين قواد العسكر مكنت دولة المماليك من الاحتفاظ بقوتها و شبابها لمدة 250 سنة و تصدت أعتي الهجمات علي الأمة الإسلامية و هي الهجمات المغولية. كما استطاعت أن تطهر أقاليم الشرق من الصليبيين نهائياً ، و لم ينتابها الضعف إلا في أواخر عهدها حين غرقت في حياة الترف و البذخ و  بعد خسارتها موردها الرئيسي من الأموال التي كانت تحصلها من إشرافها علي الطريق التجاري الذي يمر من البحر المنوسط إلي البحر الأحمر، و ذلك بعد اكتشاف طريق رأس رجاء الصالح.
 يعد عهد المماليك هو العصر الذهبي للعمارة في مصر، فقد كان الإقبال عظيماً علي الإنشاء و التعمير، و ذلك بسبب كثرة الأموال التي انهالت عليهم من التجارة الشرقية و الممر التجاري الذي كان يمر عن طريق مصر من أوربا إلي آسيا. و لقد تسابق سلاطين المماليك في إقامة المساجد الفخمة و القصور الشاهقة و أقاموا الجوامع و المدارس و الأسبلة و الحمامات و الوكالات


0 comments:

إرسال تعليق