الخميس، ٣ يناير ٢٠١٣

قنصوه الغوري و زحف العثمانيين إلي مصر

السلطان قنصوه الغوري و هزيمة المماليك أمام العثمانيين
شهدت البلاد عقب وفاة قيتباي حالة من الفوضي استمرت من 1496 م إلي 1501 م و حكمها ستة سلاطين في فترة قصيرة، و يكفي أن نعلم أن هؤلاء السلاطين انتهي أمرهم إما بالقتل أو السجن، حتي أصبح منصب السلطان غير مرغوب فيه بدليل أن قنصوه الغوري بكي و رفض قبول منصب السلطان، و لكن عاد و قبله بعد أن أخذ عهداً من قادة العسكر ألا يقتلوه إذا أرادوا عزله.
 أثبت قنصوه الغوري الذي تولي السلطنة و قد تجاوز عمره الستين عام 1501 م أنه رجل قوي الشكيمة و استطاع أن يعيد النظام و الأمن للبلاد.
و لكن في عهده فقدت مصر مكانتها كوسيط تجاري يبن أوروبا و بلاد آسيا، بعد اكتشاف البرتغاليين لطريق رأس رجاء الصالح. و بذلك فقد مورد كبير من موارد خزانة الدولة فعمد إلي رفع الضرائب علي المصريين مما أدي إلي تدهور الوضع الإقتصادي و أحوال المصريين المعيشية.
 كانت العلاقة بين المماليك و العثمانيين قد ساءت بدرجة كبيرة، بسبب تشجيع العثمانيين للثورات ضد المماليك في الشام، و كذلك إيواء المماليك للأمراء العثمانيين المتمردين علي السلطان سليم الأول.
 أراد سليم الأول أن يجر قنصوه الغوري إلي المعركة، فاستولي علي مدنة بلغادر، التي تتبع ممتلكات المماليك في الشام. فعرف قنصوه الغوري أن سليم الأول قادم إلي مصر لا محالة. ففضل أن يخرج إليه.
كان سليم الأول قد أعد جيشاً جراراً لملاقاة قنصوه في الشام، فقد كان الاستيلاء علي مصر هو إحدي أهدافه الرئيسية، لأن مصر كانت مركز قوة الخلافة العباسية.
اعتمد السلطان العثماني علي الخونة من المماليك ليدلوه علي مواطن ضعف جيش المماليك و ليستميلوا قواد المماليك إلي جيش العثمانيين.
سبيل الغوري
 تقابل جيش العثمانيين و جيش المماليك عند مرج دابق في الشام في 30 رجب 922 هج / 1516 م، و انهزم المماليك نتيجة خيانة بعض أمراء الشام الذين اشتري سليم الأول ذممهم قبل المعركة، من أمثال خاير بك أمير حلب، الذي انسحب بجنوده من جيش المماليك وسط المعركة. و قتل قنصوه الغوري في المعركة بعد أن أظهر شجاعة كبيرة.
و بذلك فقد المماليك حكمهم علي الشام التي تحولت إلي ولاية عثمانية، و أصبح الطريق ممهداً لزحف العثمانيين إلي مصر.


0 comments:

إرسال تعليق