أدت الأزمة الاقتصادية الخانقة و التدخل الأجنبي السافر في شئون البلاد و استبدادية الخديو توفيق و رئيس وزرائه رياض باشا إلي ظهور حركات وطنية تحمل لواء المعارضة و تتحدث بمطالب الشعب.
و لقد حمل لواء المعارضة و الاحتجاج صفوة من أعيان المصريين من كبار ملاك الأراضي الزراعية الذين برز دورهم من خلال عضويتهم في مجلس شوري النواب الذي أنشاءه اسماعيل عام 1866 م ،و زادت نقمتهم علي الحكومة بسبب إلغاء قانون المقابلة و الذي كان يقضي بأن يدفع المالك ستة أمثال الضريبة المفروضة علي الأرض الزراعية و يعفي من نصفها مستقبلاً و يمتلك الأرض ملكية قانونية. و انضم إلي الأعيان المتعلمون و العسكريون الذين زاد تبرمهم بسبب إحالة الكثير من الضباط للتقاعد توفيراً للنفقات دون تدبير وظائف أخري لهم.
و الحقيقة أن الحركة الوطنية كانت ضد الحكام المستبدين بقدر ما كانت ضد الأجانب. و كان رئيس الوزراء رياض باشا و من ورائه الخديو توفيق يريدون أن يسلبوا الشعب ما حصل عليه في في عهد الخديو اسماعيل.
فكان رياض باشا يعارض إقامة حياة نيابية و ينحاز للنفوذ الأوربي و يضطهد الوطنيين و يعطل الصحف التي تنتقد تصرفات الحكومة.
و أمام الاستبداد الداخلي و التدخل الخارجي تألفت جمعية في حلوان من الناقمين علي سياسة رياض اشتهرت باسم الحزب الوطني و كانت مطالبها التي أعلنتها في أول بيان سياسي لها في 4 نوفمبر 1879 م كالتالي :
- أن تعاد إلي الحكومة المصرية جميع أملاك الخديوي و أملاك الأسرة
- إلغاء قانون التصفية
- تكوين إدارة مراقبة وطنية بديلة للمراقبة الثنائية الأجنبية يكون فيها ثلاثة من الأجانب تعينهم الدول الأجنبية و توافق عليهم الحكومة المصرية.
و لقد حاول رياض باشا معرفة أفراد الحزب لنفيهم إلي السودان ، و لكنه لم يستطع.
كما تأسست جمعية أخري في الأسكندرية عرفت باسم مصر الفتاة أصدرت جريدة بنفس الاسم و طالبت الخديو بالحريات العامة.
أما أحمد عرابي فقد تزعم الضباط المصريين المتذمرين من سوء معاملة رؤسائهم الأتراك لهم، و خاصة وزير الحربية عثمان رفقي باشا ، و قصر الترقية العسكرية علي المتخرجين من المدرسة العسكرية مما يعني حرمان معظم الضباط المصريين من الترقية.
0 comments:
إرسال تعليق