الأحد، ٦ يناير ٢٠١٣

توفيق يتولي الحكم 1879م و استمرار أزمة الديون

تولي توفيق أكبر أبناء الخديو اسماعيل الحكم بعد عزل والده سنة 1879 م .
الخديو توفيق
و انتهز السلطان العثماني فرصة عزل اسماعيل و قام بإعادة تقييد السلطات الخديوية التي كان قد منحها لاسماعيل، فأصدر فرماناً في 7 أغسطس 1879م يلزم الخديو بإبلاغ الباب العالي بنصوص المعاهدات التي تنوي مصر توقيعها، و كذلك تحديد الجيش مرة أخري بحيث لا يزيد عن 18 ألف في وقت السلم، وكذلك حظر عقد قروض جديدة إلا إذا كان الغرض منها تسوية الديون القائمة، و يكون الأمر باتفاق الدائنين.
كانت أول وزارة لمصر في عهد توفيق يرأسها شريف باشا، و كان رجلاً نزيهاً يحترم الدستور و يتمسك بتشكيل مجلس النواب.لذلك حاربه قنصلا انجلترا و فرنسا لأن وجود مجلس للنواب من شأنه تعطيل مصالح الدائنين عندما تناقش الأمور في مجلس النواب.
و لقد تلاقت تحفظات قنصلا انجلترا و فرنسا مع ميول الخديو توفيق الاستبدادية، فبادر بحل وزارة شريف باشا و ألف وزارة يرأسها هو بنفسه في 12 سبتمبر 1879م .
و أثناء وزارة توفيق، قام بإعادة الرقابة الثنائية، و كانت قد توقفت بعد إدخال وزيرين انجليزي و فرنسي لعضوية الوزارة.
و لقد جرٌت الرقابة الثانئية الأجنبية علي مصر الذل و الهوان حتي انتهت بالاحتلال الانجليزي، فبناء علي سياسات الرقابة الثنائية قامت الحكومة ببيع حصة مصر من أرباح القناة و قدرها 15% لاتحاد الماليين بباريس وفاءً للديون فأصبحت مصر لا تملك شيئاً من قناة السويس.
كما تألفت لجنة دولية من الدول التي لها معظم الديون لبحث الحالة المالية و تحديد علاقات كل من الحكومة و الدائرة السنية ( أملاك اسماعيل) و أملاك الدومين ( أملاك أسرة محمد علي و اسماعيل) بالدائنين و طريقة تصفية الديون السائرة ،و نتج عن هذه اللجنة قرارات بتخصيص نفقات الحكومة السنوية بأقل من نصف الإيرادات و تخصيص النصف الآخر لسداد الديون القائمة، و كذلك وضع أملاك أسماعيل و أسرته تحت إدارة دولية كضمان للديون التي تم الاقتراض باسمها.
الحقيقة أن كل هذه التدخلات الأجنبية المتنامية كانت كفيلة بإيقاظ الشعب للوقوف في وجه هذه التدخلات، فكانت الحركة الوطنية التي أخذت أشكالاً عدة.


0 comments:

إرسال تعليق