عباس هو ابن طوسون ابن محمد علي، و كان أكبر الذكور في أسرة محمد علي عند وفاة ابراهيم باشا فتولي حكم مصر في 24 نوفمبر سنة 1848م / 27 ذي الحجة 1264 هج.
اشتهر عباس الأول أنه كان علي النقيض من جده محمد علي. فقد أهمل كل مشروعات جده، و أغلق المعامل و المدارس، و ضيق علي الأجانب في مصر و سحب منهم امتيازاتهم، و استغني عن الموظفين الأجانب و مال إلي النظام التركي في الإدارة، و قلص الجيش لتسعة آلاف جندي.
و في عهده مدت شركة إنجليزية أول طريق سكك حديد في الشرق كله بين القاهرة و الاسكندرية، و ذلك بإيعاز من الحكومة الإنجليزية لتسهيل و تسريع نقل البريد و المسافرين من أوروبا إلي الهند عبر مصر. و كان محمد علي قد عطل هذا المشروع في عهده خوفاً من طغيان النفوذ الأجنبي في مصر و تزايد التدخل الإنجليزي في الشئون الداخلية لمصر.
و لقد سمي حي العباسية بهذا الاسم لأن عباس أقام فيه قصراً ليكون مقراً له. و كانت منطقة العباسية قبل ذلك تسمي صحراء الريدانية منذ عهد المماليك.
استمر حكم عباس الأول حوالي ست سنوات ( 1848 – 1854 م ) و انتهي باغتياله. و لا يعرف يقيناً من قتله. فقيل أن اثنين من عبيده قتلوه و هو نائم في قصره ببنها ليلة الجمعة 14 يوليو 1854م. و كتم خبر موته عدة أيام حتي نقل إلي قصره بالعباسية، و ودفن بقرافة الإمام الشافعي. و خلفه عمه سعيد باشا ابن محمد علي.
يري الكثير من المؤرخين أن عهد عباس كان انتكاسة للنهضة المصرية التي بدأها محمد علي و ابنه إبراهيم، و ذلك يرجع إلي أن شخصيته التي كانت تميل إلي التحفظ و القسوة و العنف. و كان لا يملك رؤية لنهضة مصر و ارتقائها. كم أنه كان يكره الأجانب و خاصة الفرنسيين، و كان يحتقر المصريين و لا يأمنهم. و من ثم أهمل شؤون الحكم و مشروعات التحديث و انعزل عن الشعب حتي جاءت نهايته في قصره الذي اختاره لعزلته و علي يد عبيده الذين أختار رفقتهم.
و يمكن القول أن عصر عباس تميز بالاستقرار و الهدوء في البلاد، و لكنه تميز أيضاً بالركود و توقف حركة النهضة المصرية التي بدأها محمد علي و سيواصلها حفيده اسماعيل كما سنري.
0 comments:
إرسال تعليق