الأحد، ٦ يناير ٢٠١٣

سعيد باشا يمنح امتياز القناة لمدة 99 عاماً

تولي سعيد باشا ولاية مصر عام 1854م و استمر حكمه تسع سنوات حتي عام 1863م.
 كانت ولايته خيراً لمصر لولا أنه أثقل كاهل البلاد بنصوص تجاوزية في الإمتياز الذي منحه لفردناند دليسبس لإنشاء قناة السويس،  كما أنه أسرف في الاستدانة بفوائد مركبة فوصل دين مصر في عهده إلي ما يقرب من أحد عشر مليوناً دون أن تستثمر هذه الأموال في مشروعات تدر عائد قوي علي البلاد.
مسيو دليسبس
 عرضت فكرة حفر قناة السويس علي محمد علي ، ولكنه رفض قائلاً “لا أريد بوسفوراً في مصر ” و ذلك في إشارة إلي مضيق البسفور التركي و تدخل الدول الأوربية في السياسة التركية من أجل ضمان حرية الملاحة فيه.
بعد سقوط نظام الاحتكار و دخول الاستثمارات الأجنبية البلاد في عهد سعيد باشا عادت فكرة مشروع قناة السويس تظهر مرة أخري ، واستطاع دليسبس أن يقنع سعيد باشا بالمشروع و يأخذ منه امتياز حفر قناة السويس مع احتكار استثمارها لمدة 99 سنة من تاريخ افتتاح الملاحة.
و تقضي أهم شروط الامتياز بما يلي:
  1.  تنازل الحكومة المصرية عن كل الأراضي المطلوبة لحفر قناة السويس دون مقابل . و التنازل أيضاً عن جميع الأراضي القابلة للزراعة و المحيطة بالمنطقة لاستصلاحها و زرعها مع الإعفاء من الضرائب لمدة عشر سنوات.
  2. للشركة المحتكرة امتياز استخراج المواد الخام اللازمة للمشروع من المناجم و المحاجر الحكومية دون ضرائب، و كذلك إعفاء الشركة من الرسوم الجمركية علي جميع الآلات و المواد التي تستوردها.
  3. تقدم الحكومة المشرية أربعة أخماس العمال من المصريين.
  4. تحصل مصر في المقابل علي 15% من صافي أرباح الشركة.
 بدأ الحفر في قناة السويس سنة 1859م ، و استمر العمل لمدة عشرة اعوام متصلة، و تم افتتاح القناة للملاحة في عهد الخديو اسماعيل في 11 نوفمبر 1869 م .
 بلغت تكلفة الحفر و التجهيز و المعدات 20 مليون جنيه استرليني في ذلك الوقت، و بلغ طول قناة السويس من بورسعيد شمالاً إلي السويس جنوباً حوالي 165 متراً.
 توفي سعيد باشا في 18 يناير 1863 م و هو في الأربعين من عمره من مرض الناسور، و دفن في الاسكندرية في سفح قلعة الديماس بجوار مسجد نبي الله دانيال. و يقال أن سعيد باشا عندما توفي لم يكن بجانبه إلا صديقه الحميم مسيو برافيه الفرنسي،  و خلفه ابن أخيه اسماعيل ابن ابراهيم باشا، الذي سيعرف فيما بعد بالخديو اسماعيل.




0 comments:

إرسال تعليق