الخميس، ٣ يناير ٢٠١٣

السلطان العادل يخلف أخيه صلاح الدين


تقسيم الدولة الأيوبية بعد وفاة صلاح الدين
تعرضت الدولة الأيوبية التي كانت تضم الشام و فلسطين و مصر إلي التقسيم بعد وفاة صلاح الدين نتيجة التنافس بين أفراد أسرته الذين وزعوا أقاليم الدولة بينهم ، فكانت مصر من نصيب ابن صلاح الدين عماد الدين أبي الفتح عثمان الذي لقب بالعزيز ، و دمشق من نصيب ابنه الثاني الأفضل نور الدين علي ، و حلب من نصيب ابنه الظاهر غازي غياث الدين ، و الكرك و الشوبك من نصيب العادل أخو صلاح الدين.
 كما استقل أولاد عم صلاح الدين ببعض مدن الشام و اليمن ، و تنافس كل من العزيز و الأفضل ابني صلاح الدين علي السيطرة علي بيت المقدس و تدخل عمهما العادل ليصلح بينهما لأنه كان يدرك خطورة الشقاق في هذا البقعة و الصليبيين علي مقربة منهم علي السواحل.
 ولي العزيز الوزارة في مصر لعمه العادل الذي بدأ يثبت أقدامه في الحكم حتي أصبح صاحب السلطة الحقيقية حتي توفي العزيز عام1198 م / 595 هج في حادث صيد بعد ست سنوات من ولايته.  

السلطان العادل أخو صلاح الدين يتولي حكم مصر
بعد وفاة العزيز تولي ابنه ناصر الدين محمد  حكم مصر، و لقب بالملك المنصور و كان في التاسعة من عمره، و كان الأفضل وصياً علي ابن أخيه المنصور و نازعه في الأمر عمه العادل ، و اتفقا علي أن يحكم العادل مصر و يحكم الأفضل ديار بكر.
و بمجرد حصول العادل علي الوصاية علي المنصور عقد مجلساً من الفقهاء و قرر خلع السلطان الصغير و تولي حكم مصر منفرداً سنة 596 هج 1200 م ، ثم قام ببسط نفوذه علي الشام لأنه كان أقوي من كل أفراد أسرة صلاح الدين، و بذلك عادت دولة صلاح الدين تحت حكم سلطان واحد.
 في تلك الفترة لم تنقطع إغارات الصليبيين علي مدن التي تحت سيطرة المسلمين و كثرت المناوشات بين الصليبيين و المسلمين،  و كان العادل هو صمام الأمان للمسلمين من غارات الصليبيين في الشام فكان يرسل بالمدد لأمراء المدن الإسلامية في الشام ليصدوا هجمات الصليبيين، و كان كثيراً ما يخرج بنفسه ليؤدب الصليبيين و يكسر شوكتهم و يردهم إلي المهادنة.
 كان العادل علي جانب كبير من الخبرة و التجربة نتيجة مشاركته لأخيه صلاح الدين في حروبه و حكم مصر ، إلا أن الموقف العدائي لأبناء صلاح الدين و ثورات الإسماعيلية و انخفاض النيل و ما تبعه من مجاعات عظيمة أكلت الأخضر و اليابس في مصر كان لها أثرها في ضعف مركزه و عدم نجاحه في الوقوف ضد الحملات الصليبية التي بدأت في استهداف مصر و أشهرها حملة جان دي جرين التي حاصرت دمياط و استولت علي برج السلسلة في 4 ربيع الأول سنة 615 هج/ أول يونيو 1218 م. فحزن العادل و مات كمداً سنة 615 هج / 1218 م أثناء وجوده في الشام و دفن في أحد المساجد بدمشق ، و ترك أبناءه الثلاثة يحكمون الدولة الأيوبية في مصر و الشام ؛ الكامل في مصر و المعظم عيسي في دمشق و الأشرف موسي في حلب.  

0 comments:

إرسال تعليق