سقوط الخلافة العباسية علي يد المغول
كانت بداية سقوط الخلافة العباسية علي يد جانكيز خان الذي هاجم الأقاليم المسلمة في بلاد خوارزم و استطاع عام 1219 م احتلال بخاري و سمرقند و بالكاه و حولها إلي خرائب.
و لكن موت جانكيز خان عام 1241 أعطي للخلافة العباسية فرصة للاستعداد، وهي فرصة لم يستغلها الخليفة العباسي.
و صار حفيد جانكيز خان هولاكو أول قائد مغولي يحصل علي لقب خان و أعلن نفسه مستقلاً عن الخاقان الأعظم للشرق.
و في عام 1256 أرسل هولاكو إلي الخليفة العباسي المستعصم إنذاراً طالباً فيه تسليم بغداد و هدم كل دفاعاتها ثمناً لحياته.
وكانت الضرائب التي فرضها المغول علي الخليفة العباسية باهظة جداً مما دعا الخليفة إلي أن ينقص حامية بغداد من مائة ألف إلي عشرين ألفاً، و حاول أن يراوغ في الرد علي إنذار هولاكو . و لكن هولاكو أثبت له أنه لم يختر الشخصية المناسبة ليقوم معها بمثل هذه المراوغة، فقام بحصار بغداد في يناير 1258 م و صوب مدافعه لحائط المدينة. فتحقق الخليفة أن الخلافة ذاهبة لا محالة فارسل وزيره ليتفاوض مع هولاكو علي شروط تسليم المدينة. و لكن وزيره كان علوياً ناقماً علي الخليفة العباسي ، فانقلب خائناً لسيده و ساعد المغول علي دخول حي الكارخ في بغداد.
حاول المستعصم أن يخوف هولاكو من أن الله سوف يعاقب العالم إذا قتل الخليفة و أن الشمس ستكف عن إرسال ضوئها و لن يسقط المطر و سوف تتوقف الحياة . و لكن هولاكو لم يعر هذا الكلام إهتماماً و استغل خيانة وزير الخليفة العباسي له و أرسل للخليفة رسالة يتعهد فيها أنه إذا جاء الخليفة مع كل حاشيته و سلم نفسه بنفسه فسوف يعفو عنه هولاكو.
وقع الخليفة العباسي المذعور المستعصم بالله في هذه الخدعة و جاء بكل عائلته و حاشيته إلي خيمة هولاكو ،وعندما تجمعوا انقض عليهم المغول و ذبحوهم جميعاً و قتلوا كل من كان حياً من العباسيين حتي لا تقوم للخلافة قائمة بعدها.
و لأول مرة منذ وفاة الرسول صلي الله عليه وسلم تنقطع الخلافة الإسلامية و تصير الأمة الإسلامية بلا خليفة.
اقتحم المغول بغداد في فبراير 1258 و تعرضت البلاد لسكر و عربدة و نهب و مذابح و تخريب أكثر مما تعرضت له بخاري. و ذبح الرعاع المغول أكثر من مليون من الشعب بما في ذلك النساء و الأطفال في مذابح استمرت 40 يوماً و كانت الرائحة الكريهة المنبعثة من الجثث المتحللة لا تطاق حتي أن هولاكو اضطر لسحب جيشه خارج المدينة مؤقتاً.
و أشعل المغول الحرائق في المكتبات و المدارس و ألقوا بالكتب في النهر حتي صنعت جسراً عبر عليه المغول بخيولهم و اندثر جزء كبير من تراث الحضارة الإسلامية في الآداب و الفنون و العلوم.
و قرر شهود العيان أن جنود المغول صاروا بعد ذلك من أغني الأغنياء حتي أنهم ملأوا سروج خيولهم و بغالهم بالحجار الكريمة و حملوها خارج المدينة و حرقت قبور الخلفاء و سوي قصر الخليفة المستعصم بالأرض و كذلك المساجد الرئيسية و صارت خرائب.
و في 1259 م اكتسح المغول الشام و استولي هولاكو علي نصيبين و حران و الرها ، ثم اتجهت قواتهم إلي حلب و سقطت في يناير 1260م و قتلوا خمسين ألفاً و اسروا من تبقي فيها.
و سارت أخبار مذابح المغول في كل الشام مما دعي حاكم دمشق يوسف الأيوبي يفر و يترك دمشق تلقي مصيرها و تسقط في يد المغول السفاحين .
تولي سيف الدين قطز حكم مصر
كان المملوك قطز من أصل خوارزمي قائدا للعسكر في عهد عز الدين أيبك .و لما قُتل أيبك بمؤامرة من زوجته عين الأمراء علياً الصغير ابن عز الدين أيبك سلطاناً علي مصر و قطز قائداً للعسكر .
ولكن قطز الذي رأي سقوط الخلافة العباسية في بغداد علي يد المغول في فبراير 1258 م أدرك أنه لابد من أن يتولي الحكم ليستعد لملاقة جحافل المغول القادمة. فقام بعزل الصبي الصغير علي بن عز الدين أيبك و جلس علي عرش السلطنة سنة 1259 م.
تولي قطز الحكم في فترة عصيبة حيث كان عليه صد خطر كبير يهدد ليس فقط الأمة الإسلامية بل الحضارة البشرية بأكملها.
لم يتأثر قطز بحرب الاعصاب التي شنها المغول بفظائعهم التي ارتكبوها في كل مدينة يدخلوها ، و تجلي ذلك عندما جاءته رسل هولاكو تطلب منه الاستسلام و تسليم مصر ، فما كان منه إلا أن أمر بضرب رؤوس رسل المغول و علق رؤوسهم علي باب زويلة
0 comments:
إرسال تعليق