الانسان فى العصر التاريخى :
يبدأ دخول الانسان فى عصر التاريخ ، و نعنى
بذلك التاريخ المحقق و المدون على الاثار و جدران المعابد و التماثيل ، أو فى بطون
الكتب و اوراق البردى على شتى الصور و الأشكال .
فعن طريق التدوين أو بالحرى الكتابة دخل الانسان فى عصر جديد اصبح من
المستطاع فيه تراكم المعلومات و المعارف الإنسانية للإستفادة بها ، و الانتفاع
بثمرتها عبر الزمان .. و على إختلاف الامكنة .
و إذا كان إختراع اللغة الملفوظة هو الذى
أقام هذا الفارق الضخم بين الإنسان و غير الإنسان . فإن إختراع الكتابة قد فرق بين
العصور و جعل ما قبلها يوصف بأنه ما قبل التاريخ و أما ما بعدها فقد دخل فى نطاق
التاريخ .
كيفية إختراع الكتابة :
ولقد تم إختراع الكتابة بالطريقة التى يتم
بها أى إختراع إنسانى ، أى من خلال سلسلة من التطور نتيجة تراكم المعلومات ، و
تعقد الحاجات فليس من شك فى أن أول نقش نقشه الإنسان على الحجر ، او رسم ملون يحكى
به صورة ثور او اسد او حصان ، كان يضع اللبنة الوى فى اختراع الكتابة ، فقد اصبحت
الصورة ترمز للواقع و امكن استحضار شئ غائب الى الذهن برسم صورته .
ومن الصورة التى ترمز لموضوعيتها بدأ التطور
الذى انتهى بالابجدية .. فمن الصورة الكاملة للدلالة الى شئ معين .. الى الصورة
المبسطة . فمجرد الخطوط الأساسية ، ثم الى استعمال هذا الرمز للدلالة على صوت معين
و هكذا نشأت الابجدية اى الصورة الخطية الدالة على الاصوات الملفوظة .
مصر القديمة :
و الاجماع منعقد تقريبا بين الباحثين و
الدارسين على ان مصر القديمة هى مبدعة اختراع الكتابة و عنها تلقت باقى شعوب و امم
ما يعرف الان بالشرق الادنى او الشرق العربى ، و تولت فينيقيا ( لبنان الحديث )
صياغة الابجدية فى صورتها الحاضرة و المالوفة و نشرها فى انحاء عالم ذلك الزمان .
وسواء اكانت مصر القديمة هى مخترعة الكتابة ،
أم انها نقلتها عن الشعوب المجاورة ، فان ثمة حقيقة لا تجد خلافا عليها: وهى ان
اقدم نصوص مكتوبة قد وجدت فى مصر ، حيث تشير الى معرفة المصريين القدماء للتقويم
الشمسى و تقسيم السنة الى 365 يوما و ان هذا التقويم قد بدئ فى استعماله عام 4541
ق.م على ان هناك من يقول ان التاريخ المكتوب يجب ان يبدا عند مصب الدجلة و الفرات
، حيث كانت سومر و بابل و اشور و ان المصريين القدماء انفسهم ، انما جاؤا من هذا
القسم من العالم حاملين حضارته عن طريق شبه جزيرة سيناء .
ونحن الذين حاولنا ان نثبت ان اسيا هى موطن
الانسان الاول و منشا الحضارة ، لا نرى ما يدفعنا الى دحض هذا الرأى ، ولكن ثمة
اراء اخرى تقول ان المصريين القدماء قد جاؤا من الجنوب سائرين مع النيل شمالا حتى
وصلوا الى مصبه ، و ان اسيا كانت موطنهم الاول ، وقد كانت الارض متصلة بين اسيا و
افريقيا ، وحتى بعد أن حدث الصدع و غمر ماء البحر بوغاز باب المندب ، فقد ظل
المظيق يسمح بالانتقال عبر البحر من اليمن الى الحبشة و بالعكس ز و الذين ياخذون
بهذ الراى يقولن ان حضارة وادى النيل قد سبقت حضارة الدجلة و الفرات .
ومرة اخرى نقول كما قلنا بالنسبة للكتابة ،
سواء سبقت الحضارة فى سومر و بابل و اشور أم كانت سابقة على ضفاف النيل ، فالحقيقة
الثابته المقررة ، أن اهرامات مصر هى اقدم الاثار المبنية فوق سطح الارض فى الوقت
الحاضر و علماء الآثار يتراواحون فى تحديد تاريخها بين 3000 – 2500 ق.م . ولا يعرف
سطح الكرة الارضية اثرا قاما باقيا على الزمن اقدم من هرم زوسر و المصاطب التى
سبقت بناءه .
0 comments:
إرسال تعليق