الأربعاء، ٢ يناير ٢٠١٣

مدخل الى تاريخ مصر

الانسان فى العصر التاريخى :
يبدأ دخول الانسان فى عصر التاريخ ، و نعنى بذلك التاريخ المحقق و المدون على الاثار و جدران المعابد و التماثيل ، أو فى بطون الكتب و اوراق البردى على شتى الصور و الأشكال .  فعن طريق التدوين أو بالحرى الكتابة دخل الانسان فى عصر جديد اصبح من المستطاع فيه تراكم المعلومات و المعارف الإنسانية للإستفادة بها ، و الانتفاع بثمرتها عبر الزمان .. و على إختلاف الامكنة .
و إذا كان إختراع اللغة الملفوظة هو الذى أقام هذا الفارق الضخم بين الإنسان و غير الإنسان . فإن إختراع الكتابة قد فرق بين العصور و جعل ما قبلها يوصف بأنه ما قبل التاريخ و أما ما بعدها فقد دخل فى نطاق التاريخ .
كيفية إختراع الكتابة :
ولقد تم إختراع الكتابة بالطريقة التى يتم بها أى إختراع إنسانى ، أى من خلال سلسلة من التطور نتيجة تراكم المعلومات ، و تعقد الحاجات فليس من شك فى أن أول نقش نقشه الإنسان على الحجر ، او رسم ملون يحكى به صورة ثور او اسد او حصان ، كان يضع اللبنة الوى فى اختراع الكتابة ، فقد اصبحت الصورة ترمز للواقع و امكن استحضار شئ غائب الى الذهن برسم صورته .
ومن الصورة التى ترمز لموضوعيتها بدأ التطور الذى انتهى بالابجدية .. فمن الصورة الكاملة للدلالة الى شئ معين .. الى الصورة المبسطة . فمجرد الخطوط الأساسية ، ثم الى استعمال هذا الرمز للدلالة على صوت معين و هكذا نشأت الابجدية اى الصورة الخطية الدالة على الاصوات الملفوظة .
مصر القديمة :
و الاجماع منعقد تقريبا بين الباحثين و الدارسين على ان مصر القديمة هى مبدعة اختراع الكتابة و عنها تلقت باقى شعوب و امم ما يعرف الان بالشرق الادنى او الشرق العربى ، و تولت فينيقيا ( لبنان الحديث ) صياغة الابجدية فى صورتها الحاضرة و المالوفة و نشرها فى انحاء عالم ذلك الزمان .
وسواء اكانت مصر القديمة هى مخترعة الكتابة ، أم انها نقلتها عن الشعوب المجاورة ، فان ثمة حقيقة لا تجد خلافا عليها: وهى ان اقدم نصوص مكتوبة قد وجدت فى مصر ، حيث تشير الى معرفة المصريين القدماء للتقويم الشمسى و تقسيم السنة الى 365 يوما و ان هذا التقويم قد بدئ فى استعماله عام 4541 ق.م على ان هناك من يقول ان التاريخ المكتوب يجب ان يبدا عند مصب الدجلة و الفرات ، حيث كانت سومر و بابل و اشور و ان المصريين القدماء انفسهم ، انما جاؤا من هذا القسم من العالم حاملين حضارته عن طريق شبه جزيرة سيناء .
ونحن الذين حاولنا ان نثبت ان اسيا هى موطن الانسان الاول و منشا الحضارة ، لا نرى ما يدفعنا الى دحض هذا الرأى ، ولكن ثمة اراء اخرى تقول ان المصريين القدماء قد جاؤا من الجنوب سائرين مع النيل شمالا حتى وصلوا الى مصبه ، و ان اسيا كانت موطنهم الاول ، وقد كانت الارض متصلة بين اسيا و افريقيا ، وحتى بعد أن حدث الصدع و غمر ماء البحر بوغاز باب المندب ، فقد ظل المظيق يسمح بالانتقال عبر البحر من اليمن الى الحبشة و بالعكس ز و الذين ياخذون بهذ الراى يقولن ان حضارة وادى النيل قد سبقت حضارة الدجلة و الفرات .
ومرة اخرى نقول كما قلنا بالنسبة للكتابة ، سواء سبقت الحضارة فى سومر و بابل و اشور أم كانت سابقة على ضفاف النيل ، فالحقيقة الثابته المقررة ، أن اهرامات مصر هى اقدم الاثار المبنية فوق سطح الارض فى الوقت الحاضر و علماء الآثار يتراواحون فى تحديد تاريخها بين 3000 – 2500 ق.م . ولا يعرف سطح الكرة الارضية اثرا قاما باقيا على الزمن اقدم من هرم زوسر و المصاطب التى سبقت بناءه .


0 comments:

إرسال تعليق