أهتم اسماعيل بالزراعة اهتماماً كبيراً فأنشأ وزراة الزراعة، و بدأ في الصعيد بتنفيذ خطة للإكثار من حفر الترع، فأنشأ غربي النيل ترعة الإبراهيمية العظيمة و اسماها باسم أبيه أبراهيم باشا. و هي ترعة تخرج من أسيوط و تسير شمالاً لتروي مديريتي أسيوط و المنيا ، ثم تستمر متجهة إلي الشمال لتصب في فرع رشيد.
كما قام بشق ترعة بين بولاق و السويس لري أراض صحراء مصر الشرقية و سميت بترعة الاسماعيلية باسم منشئها. و بوصول ماء النيل العذب إلي مدينة السويس لأول مرة منذ نشأتها ، ازدهر هذا الثغر و ازداد سكاناً و أهمية تجارية.
كما أن مشروع القناطر الخيرية الذي بدأه محمد علي ، لم يهتم كل من عباس أو سعيد بإنهائه. فكلف اسماعيل باشا المستر فولر باتمامه ، فاشتغل فيه ثلاث سنوات حتي أتمه سنة 1878 م .
كما اهتم اسماعيل بحفر الترع و المجاري المائية حتي بلغت 200 ترعة طوال مدة حكمه ، و تكلفت ثلاثة عشر مليوناً من الجنيهات. و طولها مايزيد عن ثمانية آلاف و أربعمائة ميل.
و كان من نتائج كل هذه الأعمال زيادة الرقعة الزراعية بمقدار مليون و نصف مليون من الأفدنة علي المساحة المزروعة.
و في المواصلات أهتم اسماعيل ببناء الكباري ، فأنشاْ أربعمائة و ستة و عشرين كوبرياً ، أشهرها كبري قصر النيل في القاهرة الذي يخرج من ميدان التحرير حالياً.
و في خطوط السكك الحديدية مد اسماعيل أكثر من ألف ميل من السكك الحديدية بين المدن لنقل الحاصلات الزراعية و تسهيل التجارة.
كما توسع في مد اسلاك التلغراف بين العاصمة و بقية المدن ،و بين مصر و بقية دول العالم. و كان التلغراف في ذلك الوقت هو أسرع وسيلة للاتصال قبل اختراع التليفون.
و في مجال التجارة كان زمن الاحتكار الذي أقامه محمد علي قد أنقضي ، و أصبح الفلاح يزرع ما يشاء و يسوق محصوله لمن يدفع أكثر ، و ينقل محصوله إلي المدن لبيعه.
و في عهد الخديو اسماعيل بزغت شمس الأهرام، عملاق الصحافة في مصر، بعد أن وافق الخديو اسماعيل علي التماس تقدم به سليم تكلا السوري لإنشاء مطبعة الأهرام في 27 ديسمبر 1875 م. و في 5 أغسطس 1876 م صدر العدد الأول من جريدة الأهرام الأسبوعية من 4 صفحات. و في 3 يناير 1881م أصبحت صحيفة الأهرام يومية.
الحقيقة أن كل الانشطة الاقتصادية قد ازدرت في عهد الخديو اسماعيل ، فقد أولي عناية كبيرة للارتقاء بالبلاد و أقام مشروعات ضخمة نقلت مصر نقلة نوعية.
فزادت الواردات في تلك الفترة نتيجة لكل هذه المشاريع الضخمة ، و لكن الصادرات المصرية زادت بصورة أكبر ، ففي الوقت الذي بلغت فيه الواردات المصرية سنة 1875 م 5,694,820 ، بلغت الصادرات 12,730,195
كما زادت إيرادات الحكومة من أربعة ملايين و ثلاثمائة و ثلاثون جنيهاً عام 1862 إلي عشرة ملايين و سبعمائة و اثنين و سبعين ألفاً عام 1876 م .
0 comments:
إرسال تعليق