كان برسباي وصياً علي الصالح ناصر الدين ابن السلطان ططر ، ثم خلعه و عين نفسه سلطاناً علي البلاد عام 1421 م / 824 هج و استمر حكمه 16 سنة و امتاز بالاستقرار.
من أبرز أعمال برسباي أنه استطاع فتح قبرص التي استعصت علي سلاطين المماليك قبله. و ترجع قصة فتح قبرص إلي أن السلطان برسباي كان قد أرسل بهدايا للسلطان العثماني علي ظهر إحدي السفن ، فقام ملك قبرص بنهبها ، فكان رد فعل برسباي هو أنه أصدر أوامره بالاستيلاء علي أموال التجار الفرنجة في المواني الإسلامية و منعهم من السفر ، و أرسل برسباي ثلاث حملات لغزو قبرص أعوام 1424 م / 1425 م / 1426 م كان أكبرها الحملة الثالثة التي تكونت من 100 سفينة و استولت علي ميناء ليماسول في قبرص و هدمته و دمرت ما به من تحصينات و دارت معركة فاصلة مع ملك قبرص في السهل الشمالي الشرقي و حلت هزيمة منكرة بالقبارصة و أُسر ملكهم و دخلت القوات المملوكية نيقوسيا عاصمة الجزيرة و رفعت الأعلام السلطانية المملوكية.
و أطلق سراح ملك قبرص مقابل فدية قدرها 200 ألف دينار و هي أكبر من فدية ملك فرنسا لويس التاسع الذي أسر في الحملة الصليبية الخامسة.
ووقعت معاهدة أصبحت قبرص بمقتضاها تابعة للدولة المملوكية و يحكمها ملكها باسم سلطان مصر منذ عام 1427 م.
و في عهد برسباي انتشر الطاعون في مصر مرتين ، مرة عام 1430 م / 833 هج و استمر أربعة أشهر هلك فيه الآلاف من المصريين ، و الثاني سنة 1438 م / 841 هج و لكنه أقل فتكاً من الأول.
توفي برسباي في شهر ذي الحجة عام 841 هج / 1438 م بعد أن حكم مصر 17 عاماً كانت فترة استقرار.
بعد وفاة السلطان برسباي خلفه في الحكم ابنه العزيز أبو المحاسن و كان في الرابعة عشر من عمره ، و لكن المماليك خلعوه و بايعوا جقمق عام 1439 م / 842 هج الذي ظل في الحكم حتي وفاته سنة 1454 م / 857 هج. فخلفه ابنه المنصور أبو سعدات ولكن المماليك أطاحوا به وولوا أميرهم الأشرف إينال في نفس العام. حكم إينال ثمانية أعوام حتي سنة 1462 م و خلفه ابنه المؤيد و لكن المماليك عزلوه و عينوا الظاهر خشقدم الذي حكم البلاد ستة أعوام حتي مات سنة 1468 م . فجاء في الحكم بعده من الأمراء الضعاف هم بلباي و الظاهر تمربغا.
0 comments:
إرسال تعليق