الأحد، ٦ يناير ٢٠١٣

رحيل الحملة الفرنسية عن مصر 1801م


مينو يتولي قيادة الحملة خلفاً لكليبر
بعكس كليبر كان مينو ينوي الإقامة في مصر و تحويلها إلي مستعمرة فرنسية كبري. و تحقيقاً لذلك قام ببعض سياسات إصلاحية و قدم مشروعاً عرف بالمشروع العظيم.
كثرت اعمال مينو في كافة المجالات، ففي مجال الصناعة ، اقترح مينو إنشاء مصنع للنسيج و كذلك مصانع للحدادة و الساعات و الدباغة و صناعة حروف الطباعة، كما تم إنشاء طواحين هواء و إصلاح دار الصناعة ( الترسانة) التي كان مراد بك قد أنشأها في الجيزة.
كما أهتم مينو بإحياء التجارة التي ركدت بسبب حصار الإنجليز للشواطئ المصرية و وجود الجيش العثماني في سوريا. و لذلك عمل مينو علي فتح أسواق لمصر في بلاد البحر الأحمر فسارت المراكب بين جدة و ينبع و السويس محملة بالأنسجة القطنية و الشيلان الصوفية و الحرائر و البن.
و في مجال الصحة، أنشأ مينو محاجر صحية في القاهرة و الأسكندرية و دمياط و رشيد ، كما انشأ مستشفي عسكري.
و في مجال القضاء، قرر مينو رفض مبدأ الدية و رفض أن يترك لأسرة المقتول مطاردة القاتل و الاقتصاص منه و ترك هذا الأمر إلي القضاء و الخضوع لأحكامه.
كما قرر مينو إنشاء محكمة لكل طائفة من الطوائف الموجودة مثل القبط و الشوام و الأروام و اليهود ، كما تقرر عرض الأمر علي القضاء الإسلامي إذا رغب أحد الطرفين أو كليهما في ذلك.
و في تخطيطه لتحويل مصر إلي مستعمرة فرنسية قدم مشروع كبير عرف بالمشروع العظيم، و كان يقوم علي :
-          المساواة بين المصريين فيما يؤدونه من ضرائب
-          حرمان الملتزمين من ممارسة شئون القضاء و الإدارة
-          إلغاء كافة الضرائب التي ابتكرها الملتزمون و البكوات المماليك مثل الميري و البراني و الفايض ، و تقرير ضريبة واحدة تقوم علي حساب عدد أفدنة الحيازة و حسب درجة الجودة.
-          تحرير الفلاح من جميع القيود المالية و القضائية ليصبح في مقدوره لأن يتصرف في الأرض  التي في حوزته.
و لكن جلاء الحملة عن مصر حال دون تنفيذ المشروع.
لم يتوقف الإنجليز عن فكرة إخراج الفرنسيين من مصر. و لهذا أرسلت إنجلترا أسطولاً جديداً إلي أبي قير في فبراير 1801 م بقيادة أبركرمبي ، فتحارب الجيشان في ضواحي الاسكندرية ما بين سيدي جابر و المعمورة ، و انتهت بانتصار الإنجليز، فارتد الفرنسيون إلي الاسكندرية و تحصنوا بها، فقام القائد الانجليزي هتشنسن بكسر سد أبي قير و غمر الاسكندرية بالمياه من كل جانب ثم زحف بجيشه إلي القاهرة.  فلم تجد القوات الفرنسية بد من الاستسلام و الخروج من مصر وفقاً لمعاهدة العريش، و دخلت القوات الانجليزية و العثمانية مصر و معها زعماء المماليك : إبراهيم بك و البرديسي و الألفي و السيد عمر مكرم.
و عند جلاء الحملة الفرنسية عن مصر، سلم الفرنسيون كل الآثار و المخطوطات التي عثروا عليها في مصر إلي قائد الأسطول الإنجليزي، و منها حجر رشيد الذي يوجد الآن في المتحف البريطاني بلندن.
غادرت الحملة الفرنسية مصر في 18 سبتمبر 1801 م بعد أن قضت 38 شهراً و 18 يوماً في مصر


0 comments:

إرسال تعليق