محمد بن طغج يؤسس دولة مستقلة في مصر
تنتسب هذه الدولة إلي محمد بن طغج الإخشيد، و كان والده في خدمة الطولونيين. و تولي حكم دمشق و طبرية. كما شارك أبوه مع محمد بن سليمان القائد العباسي في القضاء علي الدولة الطولونية
عهد الخليفة بولاية مصر لابن طغج سنة 323 هج مكافأة له علي نجاحه في صد محاولة الفاطميين الأولي لغزو مصر سن 321 هج.
و تمكن الأخشيد أن يثبت سلطانه بمصر و الشام و أن يصد محاولة الفاطميين الثانية للاستيلاء علي مصر. و استطاع أن يمد سلطانه إلي الحجاز ، فأصبحت تتبعه ثلاث ولايات هي مصر و الشام و الحجاز.
قام محمد الأخشيد بكثير من المشروعات الإصلاحية مما أدي إلي تحسن أحوال البلاد الاقتصادية، و عرف كيف يحكم المصريين و يعيد النظام و السكينة محل الفوضي و الاضطرابات.
و بلغت قوة محمد بن طغج أن أخذ موافقة الخليفة العباسي علي أن تكون ولاية مصر و الشام و الحجاز متوارثة في أسرته. و بذلك تكون أسرة أخشيد هي ثاني أسرة مستقلة في مصر بعد أسرة ابن طولون.
حين شعر الأخشيد بدنو أجله عهد بالملك إلي ابنه أبي القاسم أنوجور علي أن يعين كافور وصياً عليه.
مات محمد بن طغج الإخشيد بدمشق سنة 334 هج / 946 م أثناء إحدي غزواته ضد الدولة الحمدانية، و نقل إلي بيت المقدس و دفن بها.
أبو المسك كافور وصياً ثم حاكماً
كان أنوجور بن محمد بن طغج في الخامسة عشر من عمره عندما توفي أبوه، فتولي الوصاية عليه أبو المسك كافور سنة 334 هج.
و كان كافور ذو حكمة و تدبير و شكيمة، فاستطاع أن يصبح صاحب السلطان المطلق، و انفرد بالحكم دون الابن الصغير. و ظل الأمر كذلك حتي توفي الابن سنة 355 هج.
بعد وفاة أنوجور اصبح كافور الحاكم الرسمي لمصر ، و نال موافقة الخليفة العباسي. و لكن عهده الذي لم يدم أكثر من سنتين و عدة أشهر لم يخل من المصائب المتوالية. فقد حدث بمصر زلزال مروع و شبت حرائق كبيرة أتت علي ألفي منزل في الفسطاط.
كما حدث في عهده أن منسوب النيل قد انخفض بصورة كبيرة في عهده مما أصاب البلاد بقحط و وباء شديد، يعد الأسوء في تاريخ مصر.
و لكن كافور اشتهر أيضاً بأنه كان يقرب الشعراء و يجزل لهم العطاء، و منهم أبي الطيب المتنبي. كما نبغ في عهده كثير من الفقهاء و الأدباء و المؤرخين و الشعراء، ومن أشهرهم القاضي أبو بكر بن حداد و تلميذه محمد بن موسي المعروف بسيبويه المصري.
توفي كافور بمصر سنة 358 هج/ 968 م، و نقل إلي القدس و دفن بها.
زوال الدولة الأخشيدية و الفتح الفاطمي
بعد وفاة كافور سنة 358 هج/ 968 م ، اختار الجند أبا الفوارس أحمد بن علي الأخشيد و كان سنه 11 سنة، و عين الحسين بن عبيد الله بن طغيج و صياً عليه. فاستبد الحسين بالأمر و قبض علي الوزير جعفر بن الفرات، و اساء معاملة الأهالي حتي سخط الناس عليه.
و أمام هذا الانهيار الكبير في أحوال البلاد، أرسل المعز حملته الثالثة علي مصر بقادة جوهر الصقلي الذي استطاع هذه المرة أن يفتح مصر سنة 358 هج/ 969 م، و يسقط الدولة الأخشيدية و تصبح مصر فاطمية.
0 comments:
إرسال تعليق