السبت، ١٢ يناير ٢٠١٣

علي بك الكبير و محاولات الاستقلال عن الخلافة العثمانية

علي بك الكبير
أدي النظام الإداري الذي ابتدعه العثمانيون في الولايات التابعة لهم إلي كثرة المنازعات بين فرق الحامية العسكرية و أمراء المديريات من المماليك و بينهم و بين الوالي . فانتهز المماليك هذه الفرصة و عملوا علي الإنفراد بالحكم حتي تغلبت سلطتهم فعلاً علي سلطة الوالي بدايةً من النصف الثاني من  القرن السابع عشر.
و قد ساعدهم علي ذلك ضعف الدولة العثمانية منذ أواخر القرن السابع عشر بسبب الحروب الخارجية و اختلال شئونها الداخلية حتي أصبحوا يعزلون الوالي الذي لا يرضون عنه.
و انتهي الأمر إلي تطلع البكوات المماليك الذين صار يطلق علي زعيمهم لقب شيخ البلد إلي الانفراد بالحكم دون رجال السلطان.
كان علي بك مملوكاً من أصل جركسي من منطقة القوقاز، بيع في سوق القسطنطينية، ثم اشتراه إبراهيم كتخدار القازدغلي المعروف بإبراهيم كتخدا، أحد أمراء المماليك في مصر سنة 1745 م. و لكنه امتاز بقوة الشخصية و الطموح، لذلك تدرج في المناصب القيادية حتي تولي منصب شيخ البلد سنة 1763 م، و هو منصب يلي منصب الولي العثماني لمصر في الأهمية.
انتهز علي بك فرصة حروب الدولة العثمانية مع روسيا سنة 1768 م،  فعزل الوالي العثماني محمد الأورفلي و منع قدوم غيره، و امتنع عن دفع الخراج للسلطان العثماني، و ضرب النقود باسمه و بذلك صار الحاكم الفعلي لمصر و استقل بها عن العثمانيين عام 1769م.
و لكن نظراً لطموحه الكبير، عمد علي بك إلي إرسال قائده محمد أبو الدهب لإخضاع الحجاز لسلطانه، فنجح محمد أبو الدهب سنة 1770 م / 1184 هج. كما استولي علي الشام و دخل دمشق و أخضعها لسلطان علي بك. و بذلك امتد سلطان محمد بك الكبير ليشمل مصر و الحجاز و الشام في أقل سنتين.
لم يكن العثمانيين قادرين علي التصدي لقوة علي بك الكبير، لذلك عمدوا إلي استمالة محمد أبو الدهب إليهم، و أغروه بمشيخة مصر مقابل أن ينقلب ضد سيده علي بك الكبير فوافق محمد أبو الدهب، و رجع بالجيش من الشام إلي مصر ليطرد علي بك، و تقابل مع علي و هزمه و طرده من مصر.
فقام علي بك بالذهاب إلي الشام و تجميع جيش ليسترد به مصر، و سار إلي مصر لمقابلة جيش محمد أبو الدهب. و لكنه هُزم في موقعة الصالحية و أُخذ أسيراً و مات في سجنه سنة 1773 م / 1187 هج.
تربة علي بك الكبير بالقرب من قبة الإمام الشافعي
و بذلك عادت مصر مرة أخري للعثمانيين الذين ولوا محمد أبو الدهب المشيخة مكافأة له علي خيانته لمحمد بك الكبير.

إبراهيم بك و مراد بك
حكم محمد بك أبو الدهب سنتين ثم توفي، و خلفه علي عرش مصر ثلاثة أمراء مماليك هم اسماعيل بك و إبراهيم بك و مراد بك. و لكن الأخرين اتفقا ضد الأول، وظلا يحكمان مصر حتي جاءت الحملة الفرنسية سنة 1798 م .
مراد بك (كتاب وصف مصر)
و لقد كثرت مظالم حكم إبراهيم بك و مراد بك في فرض الاتاوات و جمع الجبايات. حتي ضاق الناس بهذا الحال، فاجتمع علماء الأزهر في أوائل ذي الحجة سنة 1209 هج /يونية 1795 م، و قرروا إغلاق جامع الأزهر، و أبطلوا الدروس و أمروا الناس فأغلقوا الحوانيت و الأسواق، و تجمعوا في بيت الشيخ السادات.
حضر إليهم مندوب إبراهيم بك فطالبوه برفع المظالم و إلغاء الضرائب و الحكم بالشرع و العدل. فأبي المندوب ذلك و قال ” لا يمكن الاجابة إلي هذا كله، فاننا إن فعلنا ذلك ضاقت علينا المعايش”. فقال له المشايخ : ” إن هذا ليس بعذر عند الله، و لا عند الناس. و ما الباعث علي الاكثار من النفقات و شراء المماليك ( العبيد). و الأمير يكون أميراًٍ بالعطاء لا بالأخذ”.
و اجتمعت جموع الشعب عند الأزهر و قادهم شيوخ الأزهر ، و انتشرت الثورة في كل مكان. فخشي مراد بك من ثورة الشعب فوافق علي مطالب الناس و تعهد برفع المظالم و الضرائب و المكوس و الكشوفيات و التفاريد، و كتبوا وثيقة بهذه المبادئ،  و وقعها مراد بك و إبراهيم بك و أقرها الوالي العثماني




جمعية الشبان المسلمين > منمنمات تاريخية

أنشئت جمعية الشبان المسلمين بالقاهرة في نوفمبر عام 1927م، و أشرف عليها مؤقتاً محمد خضر حسين حتي انتخبت الجمعية العمومية الدكتور عبد الحميد سعيد ليكون أول رئيس لجمعية الشبان المسلمين.
استمر د. عبد الحميد في منصبه حتي وافته المنية عام 1940م. ثم خلفه اللواء محمد صالح حرب الذي انتخبته الجمعية العمومية.
كان أهداف الجمعية بث الآداب الاسلامية و الأخلاق الفاضلة و السعي لإنارة الأفكار بالمعارف و العمل علي بث روح الشباب و الفتوة و التمرس علي الرياضة.
للجمعية أفرع في أنحاء شتي من العالم للشبان المسلمين و أخري للمسلمات. و لها مكتبة كبري و مجلة شهرية.
يقع مبني جمعية الشبان المسلمين في شارع رمسيس بالقاهرة. و هو المبني الذي شهد حادثة اغتيال المرشد العام للإخوان المسلمين حسن البنا عند خروجه من الجمعية في يوم 12 فبراير 1949م – علي أرجح الأقوال.




فرسان الاسبتارية > منمنمات تاريخية

هي طائفة من الرهبان كوٌنوا رهبانية في القدس لرعاية الفقراء و المرضي من الحجاج. و في عام 1113 م أصبحت رهبانيتهم تابعة للبابا في روما.  و في عام 1136 م سمح البابا لرهبان الاسبتارية بالقتال، وبالتالي ظهر فرسان الأسبتارية و شاركوا في الحملات الصليبية. و كانت أكبر معاركهم هي دفاعهم المستميت عن أكبر حصون الصليبيين في الشرق و هي إمارة عكا أمام جيش المماليك بقادة الأشرف خليل بن قلاوون عام 1291م.
و سموا بالاسبتارية Hospitaliers  ، لأنهم في الأصل كانوا يقومون باستقبال الحجاج إلي القدس و إيوائهم. و كانت لهم أماكن ضيافة تسمي Hospes  أنشئت بجوار كنسية القيامة. و سموا أيضاً بفرسان القديس يوحنا. و كانت لهذه الطائفة جنودها و حصونها و أساطيلها، لذلك كانت تتمتع بنفوذ كبير في مملكة بيت المقدس التي انشأها الصليبييون في فلسطين.



الخلافة الأموية (40-132هج) > منمنمات تاريخية



قيام الخلافة الأموية
الأمويون هم بيت عربي عريق في الحكم و الخلافة قبل و بعد الإسلام. ينتسب الأمويون إلي أمية ين عبد شمس بن عبد مناف بن قصي. كانوا في الجاهلية من أكبر بطون قريش و أوسعها نفوذاً و ثراءاً.
دخل زعيمهم أبو سفيان بن حرب في الإسلام في عام فتح مكة 10 هج، و تبعته زوجته و ابنه معاوية و بقية أبناء عشيرته.
بعد مقتل عثمان بن عفان عام 35 هج، اضطرب الأمر في كل الولايات الإسلامية و من بينها مصر، و انحازت فئة إلي معاوية بن أبي سفيان الذي كان والياً علي دمشق تطالب بدم عثمان، و فئة أخري إلي علي بن أبي طالب الذي تولي الخلافة من بعد عثمان.
و في عام 40 هج قُتل علي بن أبي طالب علي يد عبد الرحمن بن ملجم من الخوارج، و هو يدخل مسجد الكوفة ليصلي الفجر. و خلفه ابنه الحسن الذي تخلي عن البيعة لمعاوية بن أبي سفيان سنة 41 هج حقناً لدماء المسلمين. و بذلك اجتمعت الخلافة و البيعة لمعاوية بن أبي سفيان من كل المسلمين.
حوٌل معاوية الخلافة من نظام الشوري و البيعة إلي نظام الملك و الوراثة، و استخلف ابنه يزيد قبل وفاته.

الأمويون يوطدون دعائم ملكهم
و في عهد يزيد بن معاوية، ظهرت المعارضة لملك الأمويين، و تزعمها الحسين بن علي رضي الله عنهما الذي رفض أن يبايع ليزيد، و صار إلي الكوفة بعد أن دعاه أهلها لينقضوا بيعة يزيد. و لكن جيش يزيد اعترض  اتباع الحسين و تقابلوا في موقعة كربلاء عام 61 هج/ 680 م التي انتهت بمقتل الحسين بن علي و فناء جيشه و إخماد معارضة آل البيت.
و لكن مالبث أن ظهر معارض جديد لملك بني أمية و هو عبد الله بن الزبير الذي أخذ البيعة لنفسه و بايعته كثير من الأمصار. فأرسل يزيد بن معاوية جيشاً يحاصر مكة التي اعتصم بها عبد الله بن الزبير.
و في تلك الأثناء، توفي يزيد و تخلي ابنه مهاوية عن ملك طواعيةً،  فوثب علي الخلافة مروان بن الحكم من بيت الأمويين، و استطاع أن ينتزع الأمصار الإسلامية من ولاة عبد الله بن الزبير، و هزم جيش عبد الله بن الزبير في موقعة مرج راهط عام 64 هج/ 684م، و قُبض علي عبد الله و قتل، و بذلك توطدت أركان ملك بني أمية في بيت مروان بن الحكم و أولاده.
و الحقيقة أن البطش الشديد الذي مارسه الأمويون للقضاء علي ثورات المناصرين لعلي و الحسين و تنكيلهم بآل البيت قد أوغر صدور الكثيرين ضدهم. هذا بالإضافة إلي تعصب الأمويين ضد كل من هو ليس بعربي مما أهاج أهل فارس و خرسان و دفعهم للانضمام للدعوة الشيعية التي ستظهر بعد ذلك و يرفع لواؤها العباسيون مما سيقوض ملك الأمويين كما سيأتي.

فتوحات الأمويين
تميزت الخلافة الأموية بكثرة الفتوحات التي انتشرت في الشرق و الغرب، ففي عهد عبد الملك بن مروان استأنفت الحملات علي الدولة البيزنطية، و في عهد الوليد بن عبد الملك فتحت الأندلس، و قام قتيبة بن مسلم بفتوحات كبيرة في بلاد ما رواء النهر ففتح طخارستان 87- 90 هج و بخاري 87- 90 هج، و عبر نهر جيحون و أخضع بلاد سجستان 92 هج و خوارزم 93 هج و سمرقند. كما سار إلي الشرق حتي وصل إلي نهر سيحون و أوغل في بلاد الصين حتي مقاطعة سيكيانج. و هذا آخر ما وصلت إليه جيوش الإسلام في الشرق.
كما فُتحت بلاد السند بقيادة محمد بن القاسم الثقفي.


تسلسل حكم الخلفاء الأمويين:
-          معاوية بن أبي سفيان                               (40- 60 هج / 661- 680م)
-          يزيد بن معاوية                                         (60- 64 هج/ 680 – 683 م)
-          معاوية بن يزيد                                         (64 هج / 683 م)
-          مروان بن الحكم                                       (64- 65 هج/ 684 – 685 م)
-          عبد الملك بن مروان                                  (65-86 هج / 685 – 705 م)
-          الوليد بن عبد الملك                                  (86- 96 هج / 705 – 715 م)
-          سليمان بن عبد الملك                              (96 – 99 هج / 715 – 717 م)
-          عمر بن عبد العزيز                                     ( 99 – 101 هج/ 717 – 720م)
-          يزيد بن عبد الملك                                    ( 101-105 هج/ 720 – 724 م)
-          هشام بن عبد الملك                                ( 105 – 125 هج/ 724 – 743 م)
-          الوليد بن يزيد                                          (125 – 126 هج / 743 – 744 م)
-          يزيد بن الوليد                                          (126 هج / 744 م)
-          إبراهيم بن الوليد                                      ( 126- 127 هج / 744م )
-          مروان بن محمد                                        ( 127 – 132 هج/ 744- 749م)

نهاية ملك بني أمية
نتيجة البطش الشديد بآل البيت و المتشيعين لهم، تحولت الدعوة الشيعية ضد الأمويين إلي دعوة سرية كوسيلة لنشر أفكارهم و حماية أنفسهم من بطش بني أمية.
و لكن علي الرغم من ذلك، علم الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك بأن زعيم الشيعة في ذلك الوقت هو أبو هاشم بن محمد بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه. فدعاه إلي قصره ذات يوم و قدم له طعاماً مسموماً. و عندما غادر أبو هاشم قصر الخليفة شعر بالسم يسري في جسده، فسارع بالذهاب إلي قرية الحميمة جنوب الشام، و كانت المركز السري للشيعة. و هناك التقي بمحمد بن علي بن عبد الله بن العباس و اطلعه علي التنظيم السري للشيعة ليتولي هو الدعوة إليه و تجميع صفوفه لمحاربة الأمويين.
و من ذلك الوقت بدأ بنو العباس في العمل علي استخدام الدعوة الشيعية لتجميع الناس حولهم و تقويض ملك بني أمية الذي اعتمد علي العصبية العربية و القسوة في معظم المناطق غير العربية. لذلك وجدت الدعوة الشيعية التي حمل لواءها بنو العباس صدي في بلاد فارس و خرسان.
و نودي بأبي العباس عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس أميراً للمؤمنين لدولة بني العباس. و حمل لواء دعوة العباسيين في خراسان أبو مسلم الخرساني الذي أخذ يطوف بسكان خرسان يدعوهم للثورة ضد الحكم الأموي. فاستطاع في خلال أربع سنوات أن يجمع القبائل الفارسية و العجمية حوله.
و في شوال 129 هج أصبحت الدعوة العباسية علنية، فرفعت الرايات السوداء رمز العباسيين. و استطاع أبو مسلم الخرساني أن يخضع خرسان كلها تحت حكمه. و بذلك وضع اللبنة الأولي للدولة العباسية.
و في عام 132 هج أرسل أبو مسلم الخرساني جيشاً بقيادة قحطبة بن شيب إلي العراق فاستطاع هزيمة الأمويين و ضم العراق لدولة بني العباس الوليدة.
و بذلك تهيأ العباسيون للانقضاض علي مقر الخلافة الأموية في دمشق، فجهز خليفة العباسيين جيشاً كبيراً من 300 ألف رجل من بلاد فارس علي رأسهم عبد الله بن علي. و أعد الخليفة الأموي مروان بن محمد جيشاً كبيراً من 120 ألف رجل لملاقاة جيش العباسيين، و التقي الجيشان في موقعة نهر الزاب في شمال العراق. استمرت الموقعة يومان و انتصر العباسيون انتصاراً ساحقاً و فر الخليفة الأموي إلي دمشق، و فر عبد الرحمن بن معاوية بن هشام ( عبد الرحمن الداخل) إلي المغرب و منها إلي الأندلس حيث أسس الخلافة الأموية الزاهرة في الأندلس و التي شهدت ذروة ازدهار الحضارة الإسلامية.

طارد جيش العباسيين بقيادة عبد الله بن علي فلول جيش الأمويين و خليفتهم مروان بن محمد الذي لجأ إلي دمشق. فضرب العباسيون حصاراً علي المدينة استمر عدة أيام ثم دخلها جيش العباسيين و تتبع قادة الدولة الأموية و قتلهم جميعاً . فهرب مروان بن محمد إلي مصر. فتبعه جيش العباسيين حتي أوقعوا به في بلدة بوصير في الفيوم فقتلوه و قطعوا رأسه و ارسلوها إلي خليفتهم أبي العباس، الذي سمي في التاريخ بأبي العباس السفاح لبطشه ببني أمية و قتله عدد هائل منهم. حتي أن قبور بني أمية لم تسلم من بطشه فقام بنبشها و إحراقها و علي رأسهم قبر معاوية بن أبي سفيان.
و بذلك انتهت دولة بني أمية التي استمرت قرابة مائة عام و حكم فيها 14 خليفة أموي، ثلاثة من بيت معاوية بن أبي سفيان، و الباقون من بيت مروان بن الحكم.

و تمثل الخلافة الأموية نقطة فاصلة في التاريخ الإسلامي الممتد ألف و أربعمائة عام. فهي الخلافة التي قلبت موازيين النظام السياسي الإسلامي و اسسته علي الملك و التوارث بدلاً من الشوري و الاختيار. و هي بداية عصر ظهور طبقة الساسة من أصحاب المصالح و الأثرياء و توليها الحكم، مثل بيت معاوية و بيت مروان بن الحكم، و تحول الزعامة الدينية من أئمة و فقهاء من مقاعد الخلافة إلي مقاعد المعارضة، مثل الحسين بن علي و عبد الله بن الزبير. و لا يستثني من ذلك إلا عمر بن عبد العزيز الذي جمع الأثنين و لم يطل حكمه أكثر من ثلاثة أعوام.
كما أن الخلافة الأموية هي المسئولة بصورة كبيرة عن الجرح الغائر الذي أصاب الكيان الإسلامي و المتمثل في قيام المذهب الشيعي. فالبطش الذي مارسه الأمويون ضد المتشيعين لآل البيت و استشهاد شخصيات كبيرة نتيجة هذا البطش مثل الإمام الحسين و عبد الله بن الزبير و أنصارهما، هو الذي أحدث هذه القطيعة و التباعد بين فريقين سياسيين ما لبثا أن استخدما الدين لتوطيد هذه الخلاف و هذه الفرقة، فترتب علي ذلك ظهور مذهب ديني مختلف هو المذهب الشيعي.

و الحقيقة أن الخلافة العباسية اختلفت عن الخلافة الأموية في كثير من الأشياء، منها أن الخلافة الأموية اعتمدت في حكمها علي العصبية العربية و مساندة القبائل العربية، في حين أن الخلافة العباسية قامت علي المساواة بين الرعية من العرب و العجم، فنجد الموالي صاروا يتولون المناصب الكبيرة في الدولة علي قدم المساواة مع العرب. و أصبحت العناصر الفارسية ثم التركية مقام كبير في الجيش.
كما أن الفتوحات المتوالية في عهد بني أمية قد قلت و تباعدت في عهد بني العباس، فتفرغ الناس للدراسة و العلوم و المعارف بصورة كبيرة، و لقي العلماء تشيجعاً كبيراً من الخلفاء و خاصاً في عهد المأمون.


الخلافة العباسية (132- 656 هج) > منمنمات تاريخية

قيام الخلافة العباسية  علي انقاض الخلافة الأموية
تنسب الدولة العباسية إلي بني العباس أعمام النبي صلي الله عليه و سلم. و ترجع ولادة هذه الدولة إلي الانقسام الذي أصاب الخلافة الإسلامية و الذي بدأ في عهد الخليفة علي بن أبي طالب بين المناصرين لعلي بن أبي طالب و آل البيت و هم الشيعة، و المناصرين لمعاوية ابن أبي سفيان و بني أمية من بعده. هذا الانقسام الذي أدي إلي قيام حروب بين الفريقين بدأت بموقعة صفين عام 37 هج.

و بعد مقتل علي بن أبي طالب في الكوفة، اشتدت قسوة الأمويين علي كل من ناصر علياً و الحسين من بعده. و تعد موقعة كربلاء التي قتل فيها الحسين شاهداً علي ذلك فقد قطعت رأس الحسين سبط رسول الله صلي الله عليه و سلم و سيد شباب أهل الجنة و أُرسلت إلي يزيد بن معاوية  في دمشق. كما قام الأمويون بالتنكيل بعبد الله بن الزبير و آل بيته حتي أنهم لم يتورعوا عن مهاجمة مكة المكرمة و ضربها بالمنجانيق.

و الحقيقة أن البطش الشديد الذي مارسه الأمويون للقضاء علي ثورات المناصرين لعلي و الحسين و تنكيلهم بآل البيت قد أوغر صدور الكثيرين ضدهم. هذا بالإضافة إلي تعصب الأمويين ضد كل من هو ليس بعربي مما أهاج أهل فارس و خرسان و دفعهم للانضمام للدعوة الشيعية ليس مناصرةً لآل البيت و إنما نكاية في الأمويين و رغبة في الانتقام منهم.

تحولت الدعوة الشيعية ضد الأمويين إلي دعوة سرية كوسيلة لنشر أفكارهم و حماية أنفسهم من بطش بني أمية. و لكن علي الرغم من ذلك علم الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك بأن زعيم الشيعة في ذلك الوقت هو أبو هاشم بن محمد بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه. فدعاه إلي قصره ذات يوم و قدم له طعاماً مسموماً. و عندما غادر أبو هاشم قصر الخليفة شعر بالسم يسري في جسده، فسارع بالذهاب إلي قرية الحميمة جنوب الشام، و كانت المركز السري للشيعة، و هناك التقي بمحمد بن علي بن عبد الله بن العباس و اطلعه علي التنظيم السري للشيعة ليتولي هو الدعوة إليه و تجميع صفوفه لمحاربة الأمويين.
و من ذلك الوقت بدأ بنو العباس في العمل علي استخدام الدعوة الشيعية لتجميع الناس حولهم و تقويض ملك بني أمية الذي اعتمد علي العصبية العربية و القسوة في معظم المناطق غير العربية. لذلك وجدت الدعوة الشيعية التي حمل لواءها بنو العباس صدي في بلاد فارس و خرسان.

و نودي بأبي العباس عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس أميراً للمؤمنين لدولة بني العباس.

حمل لواء دعوة العباسيين في خراسان أبو مسلم الخرساني الذي أخذ يطوف بسكان خرسان يدعوهم للثورة ضد الحكم الأموي. فاستطاع في خلال أربع سنوات أن يجمع القبائل الفارسية و العجمية حوله. و في شوال 129 هج أصبحت الدعوة العباسية علنية فرفعت الرايات السوداء رمز العباسيين. و استطاع أبو مسلم الخرساني أن يخضع خرسان كلها تحت حكمه. و بذلك وضع اللبنة الأولي للدولة العباسية.

و في عام 132 هج أرسل أبو مسلم الخرساني جيشاً بقيادة قحطبة بن شيب إلي العراق فاستطاع هزيمة الأمويين و ضم العراق لدولة بني العباس الوليدة.

و بذلك تهيأ العباسيون للانقضاض علي مقر الخلافة الأموية في دمشق، فجهز خليفة العباسيين جيشاً كبيراً من 300 ألف رجل من بلاد فارس علي رأسهم عبد الله بن علي. و اعد الخليفة الأموي مروان بن محمد جيشاً كبيراً من 120 ألف رجل لملاقاة جيش العباسيين، و التقي الجيشان في موقعة نهر الزاب في شمال العراق. استمرت الموقعة يومان و انتصر العباسيون انتصاراً ساحقاً و فر الخليفة الأموي إلي دمشق ، و فر عبد الرحمن بن معاوية بن هشام ( عبد الرحمن الداخل) إلي المغرب و منها إلي الأندلس حيث اسس الخلافة الأموية الزاهرة في الأندلس و التي شهدت ذروة ازدهار الحضارة الإسلامية.

طارد جيش العباسيين بقيادة عبد الله بن علي فلول جيش الأمويين و خليفتهم مروان بن محمد الذي لجأ إلي دمشق. فضرب العباسيون حصاراً علي المدينة استمر عدة أيام ثم دخلها جيش العباسيين و تتبع قادة الدولة الأموية و قتلهم جميعاً . فهرب مروان بن محمد إلي مصر. فتبعه جيش العباسيين حتي أوقعوا به في بلدة بوصير في الفيوم فقتلوه و قطعوا رأسه و ارسلوها إلي خليفتهم أبي العباس، الذي سمي في التاريخ بأبي العباس السفاح لبطشه ببني أمية و قتله عدد هائل منهم. حتي أن قبور بني أمية لم تسلم من بطشه فقام بنبشها و إحراقها و علي رأسهم قبر معاوية بن أبي سفيان. و بذلك انتهت دولة بني أمية التي استمرت قرابة مائة عام .

و الحقيقة أن الخلافة العباسية اختلفت عن الخلافة الأموية في كثير من الأشياء، منها أن الخلافة الأموية اعتمدت في حكمها علي العصبية العربية و مساندة القبائل العربية، في حين أن الخلافة العباسية قامت علي المساواة بين الرعية من العرب و العجم، فنجد الموالي صاروا يتولون المناصب الكبيرة في الدولة علي قدم المساواة مع العرب. و أصبحت العناصر الفارسية ثم التركية مقام كبير في الجيش.

كما أن الفتوحات المتوالية في عهد بني أمية قد قلت و تباعدت في عهد بني العباس، فتفرغ الناس للدراسة و العلوم و المعارف بصورة كبيرة ، و لقي العلماء تشيجعاً كبيراً من الخلفاء و خاصاً في عهد المأمون.



الخليفة أبو جعفر المنصور
يعد أبو جعفر المنصور من أقوي و أشد الخلفاء العباسيين الذين تولوا الخلافة العباسية. عُرف عنه بطشه بإعدائه و حتي اصدقائه خوفاً علي سلطانه منهم.

تولي الخلافة بعد وفاة أخيه أبي العباس عبد الله السفاح سنة 136 هج بعد أن أمضي أربع سنين في الخلافة.

و لكن صراعاً دموياً نشب بينه و بين عمه عبد الله بن علي بسبب طمع الثاني في تولي الخلافة نظراً لبطولاته السابقة في حرب الأمويين و الروم.
جمع عبد الله جند الشام حوله لمهاجمة جيش المنصور الذي استنجد بأبي مسلم الخرساني. فأتي بجيشه من خراسان و تقابل مع جيش عبد الله في معارك كثيرة كانت الغلبة فيها لجيش أبي مسلم الخرساني، و فر عبد الله بن علي إلي البصرة حتي بعث المنصور إليه من يغتاله سنة 148 هج.

و يبدو أن أبا جعفر المنصور رأي أنه يجب ألا يترك نفوذ أبي مسلم الخرساني يستفحل في خرسان و يعلو نجمه بعد الانتصارات التي حققها للدولة العباسية الوليدة، فأرسل إلي أبي مسلم يدعوه للحضور إلي قصره، و هناك أمر حراسه بقتله، مما أهاج أهل خراسان و دفعهم إلي الثورة ضد الخلافة العباسية التي لم تحفظ لهم معروف أنهم قاتلوا من أجلها ضد الأمويين. فأرسل  المنصور إليهم جيشاً كبيراً هزمهم و كسر شوكتهم.

و لكن ثورات أهل خراسان استمرت تقلق حكم العباسيين، فيرسلون إليهم من يبطش بهم و ينكل بهم، فيزداد السخط علي العباسيين و تتجدد الثورات مرة أخري.

و لقد واجه أبو جعفر المنصور ثورة العلويين أيضاً من أحفاد الحسن بن علي بن أبي طالب في الحجاز. فلقد ثار محمد بن عبد الله بن الحسين بن الحسن بن علي، و كنيته محمد النفس الزكية، علي الحكم العباسي، و تجمع حوله الناس. و انضم إليه أخوه إبراهيم.
و لكن أبو جعفر المنصور أرسل جيشاً بقيادة عيسي بن موسي، الذي اقتحم المدينة و هزم جيش محمد النفس الزكية و قتل الكثيريين من جنده. و محمد النفس الزكية نفسه قُتل علي يد بن قحطبة الذي قطع رأسه و صلب جسده و كان ذلك في 14 رمضان من عام 145 هج. ثم ما لبث أن قُتل أخاه إبراهيم بن عبد الله بن الحسين بن الحسن بن علي. و بذلك خمدت ثورة العلويين التي كادت أن تزيل حكم بني العباس، و تعيده لمستحقيه من آل البيت.

من أشهر أعمال أبي جعفر المنصور قيامه ببناء مدينة بغداد سنة 145 هج. و لكي يختار موضع المدينة، سار المنصور يطلب موضعاً يتخذه بلداً فبات ليلة موضع القصر، فطاب له المبيت و لم ير إلا ما يحب، فقال : ها هنا ابنوا، فإنه طيب، و يأتيه مادة الفرات و دجلة و الأنهار. تم البناء عام 149 هج / 766 م. و ظلت بغداد عاصمة الخلافة العباسية حوالي خمسة قرون ( خمسمائة سنة).

مكث أبو جعفر المنصور في خلافته اثنين و عشرين عاماً.


خلافة هارون الرشيد و ابنائه
يعد عهد هارون الرشيد ( 170 / 193 هج – 786 / 808 م) من أزهي عصور العباسيين، و ذاعت شهرته في الشرق و الغرب. ففي عهده بلغت بغداد أوج عمرانها و سيطرتها علي أجزاء الدولة مترامية الأطراف من المغرب إلي الصين. و توغلت الجيوش العباسية في آسيا الصغري حتي بلغت عاصمة دولة الروم.

و لكن عهد الرشيد شهد كذلك قيام دولة الأدارسة المستقلة في المغرب ( 172 هج/ 788 م). و علم الرشيد أنه يصعب عليه السيطرة علي حدود دولته المترامية، فعهد إلي إبراهيم الأغلب حكم إفريقيا ( و هي المغرب الأقصي) و جعل الحكم متوارثاً في أبنائه.

كما قام هارون الرشيد قبل وفاته بتقسيم الدولة بين أولاده : الأمين و المأمون و المؤتمن، و جعل ولاية العهد من بعده للأمين، ثم المأمون، ثم المؤتمن.

و لكن بعد وفاة هارون الرشيد قامت فتنة شديدة بين الأمين و المأمون و قامت بينهما حروب طويلة تخربت فيها بغداد و انتهت بقتل الأمين (198 هج / 813 م)، و تولي المأمون الخلافة العباسية.

خلافة المعتصم و نهاية العصر العباسي الأول
يعد عهد المعتصم نقطة فاصلة في تاريخ الخلافة العباسية، فقد قام الخليفة المعتصم بتكوين جيش من الأتراك يدينون له بالولاء. كما قام ببناء عاصمة جديدة للخلافة هي سامراء ( سر من راء) ليسكن فيها جيشه الجديد من الأتراك.
و نهج ابنه الخليفة الواثق نفس النهج من تقريب الأتراك و الاعتماد عليهم، حتي أصبح لهم السلطة و الأمر في الخلافة، و أصبح الخليفة ألعوبة في أيديهم. و بدأوا يتدخلون في البيعة و يتحكمون فيمن يتولي الخلافة من أسرة العباسيين. فحل الضعف و التفسخ في الدولة العباسية، و انتهي عصر الازدهار و بدأ نجم العباسيين في الأفول.


العصر العباسي الثاني
كان العصر العباسي الثاني مثال لاضمحلال حضارة و انكماش دولة، فقد كثرت الفتن و الصراعات بعد غلبة العنصر التركي في الجيش و القصر. كما شاع تدخل النساء و حاشية القصر في الشئون الإدارة، و قامت ثورة الزنج و ثورات العلويين و صراعات الأتراك و سادت الفوضي و الاضطرابات.

ضعفت السلطة المركزية للخلافة بضعف الخليفة، فبدأت موجة استقلال الإمارات البعيدة عن السلطة المركزية و تحولت إلي دويلات مستقلة، فقامت في مصر الدولة الطولونية،  ثم من بعدها الإخشيدية، و قامت في المغرب الخلافة الفاطمية الشيعية و استولت علي مصر من الإخشيديين. و في الشرق قامت الدولة الطاهرية في خرسان، ثم ورثتها الدولة الصفارية، و قامت الدولة الزيدية العلوية في طبرستان. كما قامت الدولة السامانية و عاصمتها بخاري. و كذلك قامت في الشام الدولة الحمدانية و سيطرت علي موصل و حلب و امتدت سيطرتها علي بغداد في بعض الأوقات.

و لم يتوقف الأمر علي ضعف الخليفة العباسي و تحكم القواد الأتراك في توليته و خلعه، و إنما وصل الأمر أن بدأ القواد في تكوين دويلات في بغداد نفسها و حكمها متوارث في الأبناء و الأحفاد. فنجد أحمد بن بويه الشيعي الذي استعان به الخليفة المستكفي للتخلص من سيطرة الدولة الحمدانية، يؤسس دولة بني بويه في بغداد و التي استمرت قرن من الزمان. و كان البويهيون الشيعيون لا يعتقدون في حق العباسيين في الخلافة، فعاملوهم بقسوة كبيرة و جردوهم من كل سلطة و سجنوهم في قصورهم.

فلما قامت دولة السلاجقة التي أسسها سلجوق و اعتنقت المذهب السني، استنجد بها الخليفة القائم بأمر الله، فسار طغرل زعيم السلاجقة إلي بغداد و دخلها ( 447 هج / 1055 م)، و ازال دولة بني بويه، و بدأت حلقة جديدة من سيطرة الأمراء علي الخليفة و لكن هذه المرة الأمراء السلاجقة السنيين.

دولة السلاجقة و بداية موجات الحملات الصليبية

بدأ السلاجقة يسيطرون علي بغداد 590 هج/ 1194 م، و ذلك زمن الخليفة العباسي الناصر ( 575 – 622 هج/ 1180 – 1225 م). و كان لسيطرة السلاجقة علي الخلافة نتائج بعيدة الأثر. فقد عملوا علي تمكين المذهب السني في العالم الإسلامي. و تولوا الدفاع عن المشرق الإسلامي ضد الصليبيين، و نجحوا زمن سلاطينهم الثلاثة الأول طغرل بك،و ألب أرسلان، و ملكشاه في توحيد جزء كبير من أراضي الخلافة في المشرق، فاستولوا علي أرمينيا. و بعد أن هزم ألب ارسلان البيزنطيين في الموقعة التاريخية ملاذكرد عام 1071 م، توغل السلاجقة في آسيا الصغري و الشام.

علي أن دولة السلاجقة لم تلبث بعد وفاة ملكشاه 485 هج/ 1092 م أن بدأت تتفكك نتيجة لمشاحنات الأمراء السلجوقيين. و بينما بقي الفرع السلجوقي الرئيسي يحكم العراق و فارس استقل سلاجقة الشام و سلاجقة كرمان و سلاجقة الروم في آسيا الصغري.

و عندما جاءت الموجة الصليبية الأولي، و هي حملة بطرس الناس، و كانت تتكون من فلاحين و حطابين و أطفال دفعتهم الحماسة ليخرجوا مع بطرس الناسك ليحرروا القدس. فساروا في جموع حاشدة عبر وسط أوربا، و قتلوا اليهود في طريقهم. فلما وصلوا إلي أسوار القسطنطينية نصحهم الأمبراطور الكسيوس كومنين أن يتريثوا و لا يعبروا إلي آسيا الصغري، و لكنهم لم يستمعوا له، بل قاموا بإحراق القصور و نهب الكنائس، فأمرهم الأمبراطور بالرحيل.
فخرجوا متجهين إلي آسيا الصغري، و هناك التقوا بجيوش السلاجقة بقيادة سليمان الذي هزمهم شر هزيمة، و ألقي بمن نجا منهم في البحر.

و لكن مالبثت أن جاءت الحملة الصليبية الأولي من فرسان الفرنجة و التي يقودها ملوك و أمراء أوروبا، فلم يستطع السلاجقة أن يتصدوا لهم، و تعرضوا للهزيمة و سقطت مدينتهم الرئيسية نيقية في يد البيزنطيين في رجب 490 هج / يونيه 1097 م.

ثم توجه الفرنجة إلي إنطاكية و حاصروها مدة تسعة أشهر حتي سقطت في أيديهم، فدخلوها و ذبحوا معظم أهلها من المسلمين، ثم اتجهوا إلي الرها و استولوا عليها.

و بذلك فقد السلاجقة معظم أملاكهم في الشام، و فشلوا في التصدي للحملة الصليبية الأولي، التي استمرت في التقدم حتي استولت علي القدس من الفاطميين سنة 1099 م.

و ظلت الخلافة العباسية بمأمن من هجمات الصليبيين، حتي جاء هولاكو المغولي في زمن المستعصم آخر الخلفاء العباسيين، و هجم علي بغداد و قتل الخليفة المستعصم 656 هج / 1258م و كل أسرته و لم يبق أحد من بني العباس.  و بهذا زالت الخلافة من بغداد التي استمرت أكثر من 500 سنة. كانت فترة ازدهارها هي المائة سنة الاولي (132 – 232 هج)، ثم أصابها الانحدار و الاضمحلال لمدة 400 سنة حتي قضي عليها المغول سنة 656 هج.

و عاد الظاهر بيبرس و أحياها بعد ذلك بخمس سنوات و بقيت قائمة اسماً إلي أن استولي الأتراك علي مصر 922 هج / 1517م.

و تعتبر الخلافة العباسية هي آخر خلافة إسلامية تجمع الأقطار التي فتحها الإسلام تحت لواء واحد. و بعدها بدأت أجزاء الدولة الإسلامية تنفصل في دويلات.

تسلسل حكم الخلفاء العباسيين في العصر العباسي الأول و الثاني:
خلفاء العصر العباسي الأول هم
-          أبو العباس السفاح                                   (132- 136 هج / 750-754 م)
-          أبو جعفر المنصور                                      (136- 158 هج / 754 -775 م)
-          المهدي                                                  (158 – 169 هج / 775- 785 م)
-          الهادي                                                   (169 – 170 هج / 785 – 786 م)
-          هارون الرشيد                                          (170- 193 هج / 786 – 808 م)
-          الأمين                                                    (193 – 198 هج / 808 – 813 م)
-          المأمون                                                  (198 – 218 هج / 813 – 833 م)
-          المعتصم                                                 (218 – 227 هج / 833 – 842 م)
-          الواثق                                                    (227 – 232 هج / 842- 847 م)

خلفاء العصر العباسي الثاني هم
المتوكل علي الله                                     (232 – 247 هج / 847 – 861 م)
المنتصر بالله                                            (247 – 248 هج / 861 – 862 م)
المستعين بالله                                        (248 – 252 هج / 862 – 866 م)
المعتز                                                    ( 252 – 255 هج / 866 – 869 م)
المهتدي                                                 (255 – 256 هج / 869 – 870 م)
المعتمد علي الله                                     (256- 279 هج/ 870 – 892 م)
المعتضد بالله                                           (279 – 289 هج/ 892 – 902 م)
المكتفي بالله                                          ( 289 – 295 هج/ 902 – 908 م)
المقتدر بالله                                            (295 – 320 هج / 908 – 933 م)
القاهر بالله                                              (320 – 322 هج / 933- 934 م)
الراضي بالله                                            (322 – 329 هج/ 934 – 940 م)
المتقي لله                                              (329 – 333 هج / 940 -944 م)
المستكفي بالله                                       (333 – 334 هج/ 944 – 946 م)
المطيع لله                                               (334 – 363 هج / 946 – 974 م)
الطائع لله                                                ( 363 – 381 هج / 974 – 991 م)
القادر بالله                                               (381 – 422 هج / 991 – 1031 م)
القائم بأمر الله                                         (422 – 467 هج / 1031 – 1075 م)
المقتدي بأمر الله                                      (467 – 487 هج / 1075 – 1095 م)
المستظهر بالله                                        (487 – 512 هج / 1095 – 1118 م)
المسترشد بالله                                       (512 – 529 هج / 1118 – 1135 م)
الراشد                                                   (529 – 530 هج / 1135 – 1136 م)
المقتفي لأمر الله                                     (530 – 555 هج / 1136 – 1160 م)
المستنجد بالله                                        (555 – 566 هج / 1160 – 1170 م)
المستضئ بالله                                        (566 – 575 هج / 1170 – 1180 م)
الناصر لدين الله                                        (575 – 622 هج / 1180 – 1225 م)
الظاهر بامر الله                                         (622 – 623 هج / 1225 – 1226 م)
المستنصر بالله                                        (623 – 640 هج / 1226 – 1242 م)
المستعصم بالله                                       (640 – 656 هج / 1242 – 1258 م)